الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأفضل دفع السيئة بالتي هي أحسن

السؤال

يوجد لي صديق عزيز حضر عندي إلى أمريكا مع أولاده وزوجته وأشفقت عليه وسلمته محلا تجاريا لي لمدة ثلاث سنوات وبعدها اكتشفت بأنه يسرقني فقمت بإغلاق المحل بسبب الخسارة وبعدها قمت بمراجعة حسابات المحل فوجدته مختلسا خمسة وعشرين ألف دولار نقدا بأوراق ثبوتية غير المخفي سيما وأن النقص بلغ حوالي سبعين ألفا وعليه فإنني اسأل إذا اشتكيت عليه فانه سيسجن وستقوم دائرة الهجرة بتسفيره من أمريكا لعدم وجود إقامة معه فهل آثم على ذلك، أم ما ذا أفعل؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فليس من شك في أن ما ذكرته عن هذا الرجل من سرقة أموالك يعتبر ذنبا كبيرا، وإساءة عليك تتنافى مع ما كنت قد قدمته له من الإحسان والمساعدة.

ولكنه إذا اعترف بذنبه وتاب منه، وتبينت فيه الصدق فالأحسن أن تصفح عنه وتستره. فالله تعالى يقول في صفات أولي الألباب: وَيَدْرَأُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ {الرعد:22}. ويقول: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ {المؤمنون:96}.

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم في الستر على المسلمين: ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة. متفق عليه.

وإذا لم تلاحظ منه توبة فلا مانع من الإبلاغ عنه إذا تعين ذلك وسيلة إلى استعادة حقك منه، مع أننا نرى أن الأولى لك الصفح عنه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني