الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وكّل صديقه في بيع سيارته فباعها وجحد ثمنها

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
يرجى إفادتي عن التالي بناء على رغبتي في بيع سيارة لي وبناء على طلب أحد الأصدقاء ورغبته في مساعدتي في ذلك خاصة ولمعرفته بأن ثمن السيارة كان جزءا من قيمة بيع بيت أسرتي لظروف مالية مرت بي وأنني أسكن حالياً بالإيجار فقد قمت بتسليم سيارتي له كأمانة لغرض بيعها منذ سنة مضت وقد قام وعلى حد قوله بتسليمها إلى أحد معارفه الذي رغب في شرائها وعلى تعهده بتسليمي ثمنها لي بعد شهرين ومضت الفترة وعند سؤالي له يبلغني أحيانا بمرض الذي اشتراها وأحيانا أخرى بسفره للعلاج وبعد أن أبلغني باسمه وسؤالي عنه بالمنطقة التي يقطن بها اتضح عدم مرضه أو سفره وأثناء مواجهته بذلك أبلغنا بأنه تسلم قيمتها ولن يسلمني إياها، أرغب هنا فقط في التعرف على حكم الشرع فى مثل هذا الأمر فقط ربما يكون له رادع دنيوى لإعادته لرشده قبل أن يلقى المولى سبحانه وتعالى، وفقكم الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا صح أن من وكلته في بيع سيارتك قد قبض ثمنها ثم جحدك إياه فإنه غاصب آكل لمالك بالباطل، والله تعالى يقول: وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ {البقرة:188}.

وفي الحديث: إن دمائكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام. متفق عليه، وفي الحديث أيضاً: كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثاً هو لك به مصدق وأنت له به كاذب. رواه أبو داود.

وأما ما هي حيلتك لاسترداد مالك من هذا الشخص فإن لك أن تقاضيه إلى من ينصفك منه وإذا كان ذلك غير ممكن واستطعت أن تظفر بمالك منه بدون علمه فإن لك ذلك، ومن حقك أيضاً أن تشهر به وتفضحه بين الناس حتى لا ينخذلوا به، والله تعالى يقول: لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا {النساء:148}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني