الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخطأت خطئين والتوبة تمحو الحوبة

السؤال

تعرفت صديقة لي على شاب وكانت على علاقة معه في نفس الوقت الذي كانت معه على علاقات أخرى. وقد قامت صديقتي بتعريفي على هذا الشاب و صرنا نتحدث معا بعلم صديقتي. بعد ذلك لعب الشيطان بعقلي و بدأت أستلطف هذا الشاب على الرغم من أنه أول شاب أكلمه في حياتي. ولعب الشيطان بعقلي و بدأ يدخل بعقلي فكرت أن صديقتي لا تستحق هذا الشاب وأنه يستحق فتاة مثلي فقمت بإخبار هذا الشاب عن علاقات صديقتي مع الشباب ونتيجة لذلك حاول الشاب الانتقام من هذه الفتاة وقام لتعريضها للعديد من المشاكل مع أهلها على علم مني. وفي تلك الفتره كلما صحا ضميري كنت أقنع نفسي بأنها تستحق الذي يحصل لها. ولكن بعد أن اكتشفت استغلال هذا الشاب لي والمشاكل التي تلت هذه العلاقه قررت الابتعاد والتوبة إلى الله.
حاولت مساعدة صديقتي في المشاكل التي تعرضت لها لكنني لم أستطع ولم تكن هي لتثق بي بعد الذي سببته لها من أذى ورفضت التحدث معي. أشعر بالندم الشديد وأدعو الله دائما ليغفر لي هذا الذنب ويسامحني. سؤالي هو هل الندم على الأخطاء التي ارتكبتها في حق صديقتي واستغفار الله والدعاء لهذه الصديقة بالتوفيق كاف ليسامحني الله؟ وإذا لم يكن ذلك كافيا، ما الذي يمكنني فعله حتى يغفر الله لي...

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فخطؤك ليس فقط فيما قمت به من إخبار الشاب عن علاقات صديقتك، وما ساعدتِّ فيه من المشاكل التي تعرضت لها صديقتك. فلا شك أن هذا خطأ؛ لأنه كان من الأولى أن تخلصي لصديقتك، فتنصحيها بالكف عن المعصية وبالتوبة، وأن لا تسعي في إلحاق المشاكل بها. ولكن الخطأ أيضا في أنك قد مارست الممارسات المحرمة، كما مارستها صديقتك، فخلوت بالشاب المذكور وتحدثت معه، وربما يكون قد حصل غير ذلك، وهذه أخطاء كبيرة تجب التوبة منها.

وردا على سؤالك، فإن التوبة تكفر جميع الذنوب إذا توفرت شروطها، وهي الإقلاع عن المعصية، والندم عليها، والعزم أن لا يعاد إليها. ولك أن تراجعي في شروط التوبة وأدلتها فتوانا رقم: 5646.

فتوبي إلى الله من جميع ما ارتكبته، ونسأل الله العلي القدير أن يتقبل توبتنا وتوبتك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني