الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل من لا يسامح الناس لا يسامحه الله

السؤال

أنا موظفة في إحدى الدوائر وعندما أتكلم عن بعض الأعمال في القسم أرى موظفة أخرى تهمس في أذن موظفة أخرى ويضحكون ثم يقولون إننا نتكلم عنك فقلت إني لا أسامح كل من يتكلم عني، فقالت إحداهن يوم القيامة لأنك لم تتعودي أن تسامحي فسوف لن يسامحك الله عن أي شيء فقلت لا أصدق هذا، فهل كلامها صحيح؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كون من لا يسامح لا يسامحه الله غير صحيح، وذلك أن المعتدي عليه قد سوغ له الشارع أن يقتص وينتصر لنفسه، كما قال تعالى: فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ {البقرة:194}، وقال تعالى: وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ {الشورى:41}، ولكن الأفضل للمسلم أن يعفو ويصفح لينال أجر العافين، ومنه دخول الجنة وغفران الله له، فقد قال الله تعالى: وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {النور:22}، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 8038، والفتوى رقم: 24820، والفتوى رقم: 54580.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني