الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كفارة من مزق ثوبه أثناء الغضب

السؤال

رجل مزق ثوبه نتيجة غضب فأراد أن يقرأ له قرآن ليتحلل من ذلك الذنب، فهل ذلك جائز؟ وما وزره وكيفية التكفير عن ذلك، وهل هذا التمزيق فعل مذموم؟ وشكراً.

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

من قام بتمزيق ثيابه أثناء الغضب مع احتفاظه بعقله فقد أقدم على فعل مذموم محرم، وعليه المبادرة بالتوبة إلى الله تعالى، وينبغي له فعل بعض الطاعات لمحو تلك المعصية ويشمل ذلك قراءة بعض القرآن أو فعل غيرها من الطاعات، وإذا كان غضبه شديداً بحيث أقدم على تمزيق ثيابه وهو لا يعقل فلا إثم عليه.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان الرجل المذكور قد قام بتمزيق ثيابه مع احتفاظه بعقله وإدراكه فهذا فعل مذموم محرم لاشتماله على إتلاف تلك الثياب بدون سبب مشروع، ولا نعلم وزراً محدداً لهذا الذنب، وتكفيره يكون بالتوبة الصادقة بشروطها المذكورة، وذلك في الفتوى رقم: 9694.

وينبغي للمسلم إذا صدرت منه معصية لله تعالى أن يبادر بفعل طاعة بعدها لمحو تلك المعصية، فقد قال صلى الله عليه وسلم: اتق الله حثيما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن. رواه الترمذي، وقال: حديث حسن.

وعليه؛ فقراءة القرآن أو فعل غيرها من الطاعات بعد هذه المعصية من أسباب محوها وبالتالي فينبغي فعلها... وكيفية مدافعة الغضب وعلاجه تقدم بيانها في الفتوى رقم: 8038.

وإن كان الرجل المذكور قد اشتد به الغضب إلى درجة ذهاب العقل، وأقدم على هذا الفعل من غير اختيار منه ولا قصد فالإثم مرفوع عنه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. رواه ابن ماجه وغيره وصححه الشيخ الألباني.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني