الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تواضع المرء وحفظه لكرامته

السؤال

أريد من فضيلتكم توضيح الحدود الشرعية بين "الكبر" و"حفظ الكرامة"، لأنني في حيرة شديدة، حيث أقابل في حياتي بعض المواقف التي لا أدري كيف أتصرف فيها... مثلا: أنا الحمد لله أعمل مدرسا مساعدا في جامعة من أكبر الجامعات في الوطن العربي، ولكني أعامل الناس بكل تواضع، المشكلة أنني أفاجأ بالناس يحترمون ويبجلون من هو يعاملهم بكل كبر ومن "أطراف منخاره"، في حين يصدر أحيانا نوع من الاستهانة عند معاملتي نتيجة تواضعي. مثال آخر: لأنني شاب وشكلي أصغر من عمري، أجد بعض البائعين يقولون لي "يا كابتن" -وهي تقال للشباب المراهقين عندنا في مصر- في حين أن رجلا آخر يتكلم بكل كبر و"أنزحة" يقال له: يا "بيه" ويا "باشا" فأرجو إعلامي بالحكم الشرعي لذلك، وما هو التصرف الأمثل في مثل هذه المواقف، وهل أغضب وأقول مثلا: ألا تعرفون من أنا، أم ماذا أفعل؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الكبر صفة مذمومة، وقد سبق بيان تعريف الكبر وبعض الأدلة على خطورته في الفتوى رقم: 24081.

وأما ما أسميته (حفظ الكرامة) فهو أمر مطلوب شرعاً، إذ لا ينبغي للمسلم أن يذل نفسه، ولا تعارض بين أن يكون المسلم متواضعاً وبين أن يحفظ كرامته بحيث لا يرضى الذلة والهوان، أو يخبر عن نفسه بما هو أمر واقع تحقيقاً لمصلحة شرعية، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب. رواه البخاري ومسلم عن البراء بن عازب رضي الله عنهما، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وأول من ينشق عنه القبر وأول شافع وأول مشفع.

وللمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم: 61161.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني