الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تحسن إلى حماتها وهي تقابل ذلك بالإساءة

السؤال

كيف أتعامل مع حماتي:
حماتي تتحدث كثيرا عن ظهور الناس ولا تعجبها أي من زوجات أولادها دائمة الانتقاد لي ولزوجات إخوة زوجي علما أننا نجلب لها الهدايا في جميع المناسبات وبالأخص أنا أهديها بمناسبة وبدون مناسبة وهذا ما لا تفعله لها بناتها ولا أبناؤها, ونتحدث معها بأطيب الكلام ولا نرفض لها طلبا حتى تكفينا شرها ولكن إن غضبت من أحد أبنائها تكون زوجته الضحية وإن فعلت إحدانا شيئا غير مقصود كأن يسقط شيء من يدها ويكسر تقوم الدنيا ولا تقعد علينا, كيف أتعامل معها؟؟ فبلحظة تنسى كل حسناتنا وتبدأ بزيارات البيوت والتحدث عنا، فجميع الجارات يظنون أن زوجات أبنائها سيئات وغير مربيات على عكس الواقع, وهي خالتي لكنها تطاولت على أبي وأمي(أختها)أيضا, ولم تترك أحدا من شرها.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فليس بعد ما ذكرت الأخت من حسن معاملتهن لهذه المرأة، وتلطفهن معها في القول، وتلبية كل طلباتها، واسترضائها بالهدية ونحو ذلك سوى انتظار الأجر من الله عز وجل ومعونته عليها، ففي الحديث: أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكو إليه سوء معاملة أقاربه له قال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني وأحسن إليهم ويُسيؤون إلي، وأحلم عليهم ويجهلون عليّ فقال: لئن كنت كما قلت فإنما تسفهم المل ( الرماد الحار) ولا يزال معك من الله ظهير عليهم مادمت على ذلك. رواه مسلم وأحمد وأبو داود.

فهن على خير ما دمن على ذلك، والمرأة المسيئة هي التي ينبغي الشفقة على حالها، فهي متعرضة لعقوبة الله عز وجل وسخطه، ففي الحديث: قال رجل: يا رسول الله، إن فلانة يذكر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها! قال: هي في النار، قال: يا رسول الله فإن فلانة يذكر من قلة صيامها وصدقتها وصلاتها، وإنها تصدق بالأثوار من الأقط، ولا تؤذي جيرانها بلسانها، قال: هي في الجنة. وحسنه الأرناؤوط.

فينبغي نصحها وتحذيرها من آفات اللسان، وليكن ذلك عن طريق من تقبل كلامه من صديقاتها، أو أبنائها ونحوهم.

وليكن هم الأخوات الفاضلات رضا الله عز وجل، ولا يكن همهن ما يقوله الناس عنهن، فالحقيقة لا تخفى والله تعالى سميع بصير عدل حكيم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني