الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دفع الضرر عن النفس لا يبيح إيقاع مثله على الغير

السؤال

أنا قصتي طويلة جدا ولكن سأحاول أن أختصر أنا امرأة متزوجة منذ سنوات طويلة جدا أي أكثر من عشر سنوات والحمد لله لدي بنون وبنات ولكن مشكلتي في أخوات زوجي كثيرات القيل والقال وحب الفتنة وكثرة المشاكل والغيبة والنميمة وأنا كنت أستمع لهن ولا أخبر زوجي بشيء عن مشاكلهن وكانت لهن زوجة أخ تثق بي ودائما تخبرني بما في قلبها وكانت لا تحبهن ولا يحببنها وكانت تغتابهم ويغتبنها ولكني لا أخبر أي أحد منهن بشيء وفي يوم من الأيام حصلت مشاكل بين واحدة من أخوات زوجي وأخواتها وكانت الصغيرة منهن فبدأت أخفف عنها وأصبرها لدرجة جعلت أخواتها يحقدن علي كن لا يريدنني أن أجلس مع أختهن أو أتقرب إليها مع أني والله يشهد علي أني وبشهادة الجميع طيبة جدا جدا مع الكل وأصبحن يضايقنني بالكلام والأفعال أيضا وأذكر انه في مرة من المرات حصل موقف وهو أن زوجي ضربني ضربا مبرحا على وجهي بسبب إحدى أخواته كذبت علي عند زوجي وصدقها ولم يعطني فرصة للدفاع عن نفسي ولكن هذا الموقف كان بعد زواجي بأربع سنوات تقريبا منذ أن تزوجت وأنا مكتشفة سيطرة أخوات زوجي على إخوانهم ولكن ما كان بيدي حيلة ولكن قررت أن أصبر حتى أكسب ثقة زوجي وأهله وأكسبهم بالطيب وفي يوم من الأيام فتحت أخت زوجي الصغيرة قلبها لي وأخذت تعلمني بأسرارهم مثلا عندما يغتبنني أخواتها أو عندما يقلن عني شيئا تخبرني به فارتحت ووثقت بها وأخذت أقول لها أسرار زوجة أخيهن وماذا تقول عنهن ولكن يشهد علي الله أني لم تكن بنيتي أن أضر هذه الإنسانة التي هي زوجة أخيهم وفي يوم جاءتني أخت زوجي الصغيرة تخبرني بأن زوجة أخيهم تغتابني وتقول عني كلاما سيئا فقلت بيني وبين نفسي لماذا وأنا أسمع منها كلاما وغيبة ونميمة ولا أخبر أحدا خوفا من المشاكل والقيل والقال فقالت لي أخت زوجي لماذا لا تسجلين لها مكالمة تلفونية وهي تتحدث معك وتخبئينها كسلاح عندك لأنها محتمل أن تذهب لزوجك وتقول عنك كلام غير صحيح فكيف سيصدقك زوجك فأعجبتني الفكرة وفعلا سجلت مكالمة بيني وبينها وكانت تغتاب زوجها وإخوة زوجها وكان واضحا في شريط التسجيل تحريض زوجها على أهله فجاءتني أخت زوجي الصغيرة وسألتني هل سجلت أم لا فقلت لها نعم فقالت لماذا لا تسمعين زوجك التسجيل قلت لها لماذا قالت لكي يثق بكي ويصدقك ولكن لا تخبريه بأني أدري والشريط لم يكن يدري به إلا أنا وهي وحلفتها بأن لا تخبر به أحدا وأنا نيتي من التسجيل أن أكسب ثقة زوجي وأن يصدق كلامي عن اقتناع وأن يحذر من زوجة أخيه فقط لأنه كان يثق في زوجة أخيه ثقة عمياء ومستحيل أن يصدق أي كلام عنها لأنها زوجة أخيه الكبير وهي توحي من طريقة كلامها بأنها شخصية رزينه وامرأة عاقلة جدا فناديت زوجي وأخبرته بالموضوع وأسمعته الشريط فصدم من ما سمعه فقال لي هل يوجد أحد يدري بهذا الشريط قلت له لا فقال لا تخبري أحدا يكفي أني أنا عرفتها على حقيقتها وإذا حصل أي شيء لن أصدقها قلت له حسنا فقطعت الشريط أمامه وانتهى الموضوع بالنسبة لي ولكن لم أعرف أنه لم ينته بالنسبة لأخت زوجي فقد خانتني وأخبرت أخواتها ووصل الأمر لأخيهم وزوجته وزوجي الذي جاءني وقال لي لماذا كذبت علي وقلتي لي إنه لا يعلم بأمر الشريط سوانا وطلقني زوجي لكي يثبت لأخيه أنه غير راض عن تصرفي فغضبت أخوات زوجي وأمه لأنهن كن يريدن من فضح أمر الشريط هو طلاق زوجة أخيهم وليس أنا فأخذن يتوسطن لي عند زوجي لكي يرجعني لأنهن أحسسن بالذنب لقد تسببن في طلاقي فأقنعن زوجي ورجعت ومع هذا لم أفضح سر أخت زوجي ولم أخبر أخواتها بأنها كانت تنقل لي كل كبيرة وصغيرة يقولونها عني فأخذت الحذر من الجميع وفقدت الثقة بالناس أما عن ردة فعل زوجة أخيهم وأخي زوجي فلنا اليوم تسع سنوات لا نسلم على بعض أنا لا ألومهن ولكن والله والله والله لم أقصد أن أفضح أمرها عند الجميع أخت زوجي هي من فضحتها صحيح أنا سجلتها ولكن كانت نيتي فقط أن أسمعها زوجي لكي لا يصدقها ومرت سنون وسنون واستطعت كسب ثقة الجميع بما فيهم زوجي وكانت أم زوجي تحبني كثيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد وقعت في أخطاء عظيمة وأوزار كبيرة بما اقترفت من النميمة والتجسس والتحسس على أخوات زوجك وعلى زوجة أخي زوجك، وقصدك الطيب لا يبيح لك الوسائل المحرمة للوصول إليه، كما أن دفع الضرر عن النفس لا يبيح إيقاع مثله على الغير. ويمكنك دفع الضرر بالطرق المشروعة، فتوبي إلى الله تعالى مما وقعت فيه توبة صادقة ولا تعودي إليه، واحذري من الغيبة والنميمة أو التسمع إلى من ينقلها، وعاقبة ذلك مع ما فيه من الإثم هي ما رأيت وقديما قيل: من نم لك نم عليك.

وأما زوجة أخي زوجك فلا يجوز لك هجرها ومقاطعتها ولكن تتحقق صلتها بالسلام عليها والإحسان إليها، وأما الخوض معها فيما هي فيه أو الخوض مع أخوات زوجك أو أمه في القيل والقال فلا يجوز، وعليك مناصحة من يبسط لسانه منهم بالنميمة والغيبة ليكف عن ذلك في حضرتك، ولتكن معاملتك للجميع بالحسنى والصبر على الأذى والتغاضي عن الهفوات والزلات ما أمكن ذلك، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأعلمي زوجك وأهله أنه لا يجوز لهم مقاطعة أخيهم وأخواتهم وهجرهم إن فعلوا، فليس الواصل بالمكافئ، وأدنى درجات الصلة هو السلام عند اللقاء. وينبغي لهم مناصحته ومحاولة لم شمل العائلة بالتراضي والتغاضي عن الهفوات والأخطاء السابقة.

وللمزيد انظر الفتاوى رقم:66124، 80230، 9350، 98229، 23920.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني