الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجب الوفاء بالوعد

السؤال

أنا شاب اعمل في محل تجاري منذ فتره وفي بداية العمل جلس صاحب العمل معي وقال لي عاهدني على أنك إن تركت العمل عندي في المحل في يوم من الأيام ألا تشتغل ولا تعمل في نفس المجال التجاري الذي اعمل فيه( فقلت له لا تخف , ثم قال وما الذي يضمن لي , قلت له الله شهيد بيني وبينك , ثم قالي لي احلف , قلت له إني لا أقوم بالحلف وما حلفت في هذه الجلسة قط ) وأنا الآن أريد أن أتركه لكي أستقل بالعمل وحدي وأريد أن أعمل في نفس المجال، فما الحكم أفادكم الله .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن ما قمت به يعتبر وعدا والوفاء بالوعد من مكارم الأخلاق، فقد وصف الله به نبيه إبراهيم عليه السلام فقال: وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى {النَّجم:37} ووصف به إسماعيل ابنه عليه السلام فقال: وَاذْكُرْ فِي الكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا {مريم:54}، وإخلاف الوعد صفة من صفات المنافقين، فقد قال صلى الله عليه وسلم: آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان. رواه البخاري ومسلم.

وقد اختلف العلماء في وجوب الوفاء به واستحبابه.. فالجمهور على الاستحباب، وذهب البعض إلى الوجوب.

وبناء على هذا، فلا ينبغي لك إخلاف هذا الوعد إلا لعذر شرعي كالاحتياج إلى إخلافه لعدم توفر بديل مناسب عما وعدته به أن لا تمارسه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني