الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قلع الأسنان وفحصها لا يؤثر على الصوم إلا إذا دخل الجوف شيء

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السؤال بخصوص الصيام وطب الأسنان. المدارس الشعبية الدنمركية هي المسؤولة عن رعاية أسنان الأطفال ولغاية سن سبعة عشر. وفي رمضان يضطر الطلاب لفحص أو لعلاج أسنانهم وهنا تحصل بعض المشاكل لعدم استجابة كثير من الطلاب بناءاً على معلومات غير دقيقة حصلوا عليها من خلال أولياء أمورهم. فنرجو أن تكتبوا لنا بما يفسد الصيام في هذا المجال وما هي الأشياء المعفى عنها عند الضرورة.نرجو الرد بسرعة إذا أمكن لنتمكن من ترجمة الإجابة وارفاقها بهذه الفتوى وتعميمها على المدارس الشعبية في مدينة اودنسة قبل حلول شهر رمضان المبارك. وجزاكم الله خير الجزاء

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالصوم لغة: الإمساك والكف عن الشيء، وشرعاً: الإمساك عن المفطرات بنية من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.
والمفطرات التي يفسد الصوم بها هي:
1- الأكل والشرب عمداً، ومثلهما بلع كل ما يصل إلى الحلق والجوف من الفم خاصة، ولو لم يغذ كالحصاة والدواء ونحوهما.
2- خروج المني يقظة مع لذة معتادة بالتقبيل أو المباشرة دون الفرج أو تكرار النظر، أو الاستمناء.
3- الجماع: لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: "يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي" متفق عليه.
4- القيء عمداً لقوله صلى الله عليه وسلم: "من ذرعه القيء فليس عليه شيء ومن استقاء عمداً فليقض" أخرجه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن.
5- مجاوزة الماء الحلق بسبب المبالغة في المضمضة أو الاستنشاق، ويلحق به الاستعاط وهو استعمال السعوط في الأنف. لقوله صلى الله عليه وسلم: "وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً" رواه أبو داود والترمذي.
6- الردة ، لقوله تعالى: (لئن أشركت ليحبطن عملك) [الزمر: 65 ].
7- التردد في النية لقوله صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات"
ويشترط لذلك كله أن يفعله مختاراً غير مكره.
8- استعمال الإبر والمحاليل المغذية من أي مكان في الجسم ولأي غرض، ما دامت تقوم مقام الأكل والشرب، ولو بنسبة قليلة. فتخرج الإبر غير المغذية إذا كانت من غير طريق الفم والأنف.
9- الاحتقان: وهو إدخال شيء من الدبر ، إذا وصل إلى الجوف ، إذ كل مايصل إلى الجوف ( المعدة ) فهو مفطر ، من أي مدخل كان ، سواء كان مغذيا أو غيره.
ومن هذا التفصيل يتبين أن فحص الأسنان وتنظيفها وحشوها، لا يفطر الصائم إذا لم يصل إلى الجوف شيء من الدم أو غيره، أما خلع الأسنان فالأولى أن يكون في غير وقت الصيام، لما يترتب عليه عادة من تعب وخروج دم، قد يضطر معه الصائم إلى الفطر. ما لم تكن هناك حاجة ماسة كشدة ألم لا يحتمل معها الصبر، ومع ذلك فلو خلع سناً واحتاط لذلك فصيامه صحيح إن شاء الله.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني