الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كذبت لتبرئ نفسها ففصلوا زميلها من عمله

السؤال

أنا موظفة كنت بقمة النشاط في العمل مراعية ضميري في العمل وكنت أكثر من الصدقات وكان هناك مجموعة كبيرة من الموظفات والموظفين يغارون مني لاجتهادي الكبير في العمل وبالذات واحد من الموظفين كان دائما يظلمني يريد أخذ مكاني بأي طريقة يختلق الكذب والفتن علي إلى أن جاء اليوم الذي أذنبت به من غير قصد لقد طفح مني الكيل وقام هو بالتعرض لي وقمت أنا بسبه بكلمة كلب دون قصد فقام بإبعاثي للشرطة كذبت وقلت لم أقل هذه الكلمة ولقد عاونني واحد من الموظفين على هذا الكذب لأنه يعلم أنني لم أقصد وأن هذا الرجل ظالم في النهاية أنا بقيت وهو تم إخراجه من العمل علما بأنه كان في السابق يقذفني في الكلام وأنا لم أبعثة في العمل والمصيبة أن العمل لا مدير به يحضر في الأسبوع مرة ويقرر حسب الجماعة لقد أخذت إنذارين بالظلم تمنيت لو أنني لم أكن مجتهدة في العمل وكنت مثل الموظفين الذين معي أجلس على المكتب وأستلم بالنهاية راتبي قد أجد تقديرا مثلهم، أنا ندمت لهذا الذنب ولا أعرف ماذا أفعل وكيف أتوب لم أتوقع في يوم أنني أكون ظالمة، هم السبب الموظفون وبالذات من خرج وبقيت معاونته التي تحب إخراجي بأي طريقة هي تدعي البراءة أمام المدير علما بأنني لا أريد الخروج من العمل لحبي الكبير للعمل رغم الظلم به فماذا تتوقعون من عمل من غير مدير . ملاحظة قبل الحادث حلمت ببيت رسول الله وأبي بكر وبيوت الصحابة وكذلك جبل أحد أو عرفات ورأيت عمر بن الخطاب أريد أن أتوب ولكن لا أرغب بإرجاع هذا الموظف فلم يظلمني أنا فقط بل أيضا ظلم الكثير من الناس . ودائما أكرر قد يكون سبب ظلمي له كثرة ظلمه على الناس قد أظن أن هذا كلام الشيطان حتى لا أتوب. ساعدوني أرجوكم..

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا لم يكن كذبك على هذا الموظف هو السبب في فصله فنرجو ألا تكون عليك مؤاخذة فيما حصل له في الفصل لأن إنكارك ما قلت لتبرئي نفسك، وهو وإن كان كذبا بالفعل تجب التوبة منه لا يتعين أن يكون سببا للفصل فلعله انضم إليه أسباب أخرى من جهة الموظف.

ثم إننا ننبهك على أنه يتعين عليك البدار بالتوبة من الذنب الذي ذكرت أنه حصل منك والبعد عما يؤدي إليه، كما يتعين استسماح هذا الموظف من الإساءة إليه بكلمة كلب، وينبغي أن تتمني له الخير لأنه أخ مسلم فأحبي له الرجوع لعمله والنجاح في حياته.

أما إن كان كذبك عليه هو السبب في فصله فيجب عليك أيضا -بناء على هذا الاحتمال- أن تتخلصي من حق الموظف بإرضائه عما حصل له من الضرر بسببك، وأن تبيني للمسؤولين حقيقة الأمر فإن ظلمه لك أو لغيرك -على فرض صحته- لا يبرر لك ظلمه.

وننصحك إن لم تكوني مضطرة أن تبحثي عن عمل غير مختلط، فظاهر هذا العمل الذي أنت فيه اختلاط بين الأجانب وأحاديث بينهم، وكل هذا قد تحصل فيه أشياء محرمة توجب البعد عنه، وأما إن كان هناك ضرورة والتزمت بالبعد عن الرجال والتستر وغض البصر وعدم الخلوة بالرجال ومسهم فلا بأس بالبقاء في العمل بقدر تلك الضرورة، وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 19233، 28829، 28896، 35079، 72264، 3859.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني