الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تمزيق القميص عند الغضب

السؤال

لي صديق لا يملك نفسه عند الغضب، وفي إحدى غضباته التي لم يتمالك نفسه فيها قام ليكسر شيئا فلم يجد فقطع قميصه الذي يرتديه، فهل هذا شق للجيوب وما هي كفارة ما فعل؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما قام به صديقك من تمزيق قميصه عند الغضب ليس من شق الجيوب الذي ثبت الوعيد في شأنه، والذي هو من عمل أهل الجاهلية تسخطاً وجزعاً عند حصول المصيبة العظيمة بفقد قريب أو شخص عزيز، فقد قال صلى الله عليه وسلم: ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية. متفق عليه.

وفي فتح الباري لابن حجر: قوله: وشق الجيوب جمع جيب بالجيم والموحدة وهو ما يفتح من الثوب ليدخل فيه الرأس، والمراد بشقه إكمال فتحه إلى آخره وهو من علامات التسخط. انتهى.

لكن إذا كان صديقك قد مزق ثوبه مختاراً فقد ارتكب محرماً لإتلافه ثوبه بدون سبب مشروع، ولا نعلم كفارة معينة لهذا الفعل غير التوبة الصادقة بشروطها المتقدمة وذلك في الفتوى رقم: 9694. إضافة إلى فعل بعض الطاعات لأن نور الطاعة يزيل ظلمة المعصية، وإن كان الشخص المذكور قد اشتد به الغضب حتى ذهب عقله وقت ارتكاب الفعل المذكور فلا إثم عليه لارتفاع التكليف عنه حينئذ، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 107234.

وينبغي لك نصح صديقك هذا بمدافعة الغضب والتغلب عليه وعدم اللجوء إلى تكسير أشياء أو التلفظ بعبارات بذيئة أو تمزيق الثياب ونحو ذلك، فليحاول أولاً تجنب الغضب، وبعد حصوله فليستعذ بالله تعالى من الشيطان الرجيم، وليغير هيئته بالجلوس إن كان قائماً ونحو ذلك، وراجع للمزيد من الفائدة الفتوى رقم: 8038.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني