الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجوز للمرء شراء عِرضِه ممن يسبونه ويشتمونه

السؤال

من المعلوم أن شراء العرض واجب لكن ما هي حدود هذا الوجوب، وللتوضيح إذا كان شخص يشتم الأشخاص إذا لم يعطوه شيئاً وهو يمتلك سكنا فهل علي في هذه الحالة شراء عرضي منه؟ وشكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن للعرض مكانة عظيمة في الإسلام، فهو ضمن الضروريات الخمس، فيجب الحفاظ عليه ويحرم الاعتداء عليه، وبالتالي فإنه يجوز بذل المال لشراء العرض ممن يسبون الناس، ويحرم على السابين ما أخذوه من الناس بسبب خوفهم من سبهم.

ففي مختصر الفتاوى المصرية لابن تيمية: ولو أعطى الرجل شاعراً لئلا يكذب عليه بهجو أو غيره، أو لئلا يقول في عرضه ما يحرم عليه كان بذله لذلك جائزاً، وأما أخذ الشاعر ذلك لئلا يظلمه فحرام؛ لأنه يجب عليه ترك ظلمه وترك الكذب عليه بلا عوض.

ويعد بذل المال لشراء العرض من مكارم الأخلاق، ففي فيض القدير: الإحسان والإخلاص والإيثار واتباع السنة والاستقامة والاقتصاد في العبادة والمعيشة والاشتغال بعيب النفس عن عيب الناس والإنصاف وفعل الرخص أحياناً والاعتقاد مع التسليم والافتقار الاختياري والإنفاق بغير تقتير وإنفاق المال لصيانة العرض..

قال الفاكهي: ولا ريب أن المال محبوب عظيم للنفوس، فإذا طلب مداراة السفهاء بدفع المال فمداراتهم بلين المقال والسعي إليهم إن اقتضاه الحال أولى بطريق قياس المساواة أو طريق أولى ولا يبعد وجوبه في هذا الزمان. اهـ.

ويستثنى من جواز بذل المال لشراء العرض ما إذا شجع ذلك الساب على التمادي في سب أعراض الناس فيمتنع لأن درء المفسدة العامة مقدم على درء المفسدة الخاصة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني