الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دفاع عن الصحابي عكرمة رضي الله عنه

السؤال

ما مدى صحة نسبة هذه الرواية إلى عكرمة لأن بها ألفاظا غير لائقة والنصارى يحتجون بها علينا في مناظراتهم.
وهذا نص الرواية في تفسير الطبري كما يقولون:
- حَدَّثَنِي سَعْد بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الْحَكَم الْمِصْرِيّ , قَالَ: ثنا حَفْص بْن عُمَر الْعَدَنِيّ , قَالَ: ثنا الْحَكَم بْن أَبَان, عَنْ عِكْرِمَة فِي قَوْله : أَوِ التَّابِعِينَ غَيْر أُولِي الْإِرْبَة، قَالَ : هُوَ الْمُخَنَّث الَّذِي لَا يَقُوم زُبّه .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولا أن ننقل لك ما جاء في تفسير البغوي في المحل المسؤول عنه، قال:... والمراد بالتابعين غير أولي الإربة هم الذين يتبعون القوم ليصيبوا من فل طعامهم لا همة لهم إلا ذلك، ولا حاجة لهم في النساء، وهو قول مجاهد وعكرمة والشعبي. وعن ابن عباس أنه الأحمق العنين. وقال الحسن: هو الذي لا ينتشر ولا يستطيع غشيان النساء ولا يشتهيهن. وقال سعيد بن جبير: هو المعتوه، وقال عكرمة: المجبوب. وقيل: هو المخنث. وقال مقاتل: الشيخ الهرم والعنين والخصي والمجبوب ونحوه. اهـ

وفيما يخص موضوع سؤالك، فالخبر المذكور قد ضعفه أهل العلم لأن في رواته حفص بن عمر العدني وهو ضعيف عند كثير من المحدثين.

جاء في تهذيب الكمال للمزي: أخبرنا أبو عبد الله الطهراني قال حدثنا حفص بن عمر العدني وكان ثقة وقال أبو حاتم لين الحديث وقال النسائي ليس بثقة وقال أبو أحمد بن عدي وعامة حديثه غير محفوظ وأخاف أن يكون ضعيفا كما ذكره النسائي، وفي ضعفاء العقيلي: حفص بن عمر العدني يعرف بالفرخ لا يقيم الحديث... اهـ

وسواء كان الخبر صحيحا أو ضعيفا فإنه ليس فيه حجة للنصارى أو غيرهم من أعداء الإسلام؛ لأن العبارة المذكورة قد اطلع عليها المهرة باللغة والفصاحة وفنون البلاغة ولم نجد من بينهم من وصفها بأنها غير لائقة.

والمخنث في لغة العرب كلمة تطلق على من فيه شبه بالنساء من حيث اللين والتكسر ونحو ذلك.

ولو قدر أنها غير لائقة كما يقولون، فإنها واردة من شخص غير معصوم من الخطأ، وقد قال الإمام مالك: ما من أحد إلا مأخوذ منه قوله ومردود عليه، إلا صاحب هذا القبر -يعني النبي صلى الله عليه وسلم-.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني