الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يستطيع النوم حتى يقبل يد خالته

السؤال

أنا شاب في 15 من عمري, لدي خالة واحدة في العائلة وهي مغتربة مع عائلتها, فأنا أراها في الصيف فقط حيث أسافر إليها.
خالتي تحبني وأنا أحبها أكثر من نفسي حيث إنني لا أتوقف عن مساعدتها في كل شيء لكي تكون مسرورة مني.
مشكلتي معها أنني لا أستطيع النوم من دون تقبيلها فأنا عاطفي معها كثيرا حيث إنني أتبعها إلى سريرها وأقبل يدها كل ما سمحت لي الفرصة. وهي تشعر بالاستياء مني لهذا السبب وعادة تغضب مني وتجرحني في كلامها كثيرا.
حاولت أن أوقف عن هذه العادة ولكني لم أستطع فأنا أراها بالنسبة لي أعظم أم وأجمل خالة وأفضل صديق.
كيف أستطيع معالجة هذا الموضوع معها وكيف أشرح لها موقفي فإنني حين أقبل يدها وأنظر إلى عينيها قبل أن أنام فأنا أشعر بسعادة وثقة نفس لا توصف.
فأنا أريد أن أشعر بهذا الإحساس ولكن لا أريد أن أغضب خالتي وأشعرها بالملل من هذا التصرف
كيف أشرح لها وأعبر لها عن حبي الكبير لها فأنا حتى كأس الماء أحضره لها لكي أكسب حبها وعطفها وحنانها.
أريدها أن تفهمني وتمدني بهذه القوة التي أحلم بها كل يوم.
وفي النهاية أود أن أشكركم على جهودكم فأنا أريد النصح والمساعدة وبإذن الله هذا المكان الأفضل لذلك, فأعينوني وأرشدوني إلى الصواب أثابكم الله....

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

اعلم -يا ابني الحبيب - أن خير الأمور الوسط، وأنه إذا زاد الأمر عن حده انقلب إلى ضده، وهذا ما بدأ يظهر على خالتك من كرهها لبعض تصرفاتك ككثرة تقبيلك يدها.

واعلم أن حبك لخالتك لا ينحصر التعبير عنه بتقبيلك ليدها، بل إن ما تفعله لها من خدمات، وما تسعى فيه من إرضائها ونحو ذلك خير دليل وأصدق تعبير عن حبك لها.

فنصيحتنا لك الآن ما يلي:

أولا: أن تلجأ إلى الله عز وجل بالدعاء أن يرزقك الاعتدال في جميع أمورك، وليكن دعاؤك في سجودك وفي جوف الليل أكثر .

ثانيا: حاول أن تستوضح من خالتك ما الذي تحبه، وما الذي تبغضه، ولبِ لها رغباتها بقدر استطاعتك في حدود ما أباح الله تعالى، وروض نفسك على ذلك، فإنك بعد فترة يستقيم الحال لك.

ونسأل الله لك التوفيق والإخلاص.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني