الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم فضح المسلم والتشهير به على الإنترنت

السؤال

ما حكم الدين في نشر بيانات شخص عبر الانترنت حتى يحذر التعامل معه لأنه مثلا أخذ مبلغا دون أن يقوم بالعمل المتفق عليه ؟ وما التصرف الديني الصحيح فى مثل هذا الموقف، هل التستر عليه أم فضح الأمر وتنبيه الناس ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالأصل هو تحريم أعراض المسلمين وأنه يجب الستر عليهم وعدم التشهير بهم إلا لغرض صحيح بأن يكون هنالك مصلحة راجحة للتشهير به كأن يتعدى ضرره إلى الآخرين مثلا، وراجع الفتويين: 21816، 30232.

وأما بالنسبة للمثال المذكور بالسؤال وهو من أخذ مبلغا من المال دون أن يقوم بالعمل المتفق عليه فينبغي أن يلتنمس العذر أولا لمثله، فقد يكون له عذر في عدم إنجازه أولا تكون له سوء نية في ذلك أو لا يكون مثل هذا التصرف عادة له، وإن فرض أنه عادة له فلربما لو ذكر ذكر، ولو فرضنا أنه قد يتمادى في ذلك ويتضرر منه آخرون فينبغي أن يكون التنبيه على أمره في حدود المنطقة التي يتعامل فيها أهلها معه، وأما نشر ذلك على الإنترنت مع عدم الحاجة إلى ذلك ففيه تعد ومجاوزة للحد، والأصل حرمة عرضه كما ذكرنا، فلا يخرج عن هذا الأصل إلا لحاجة، والحاجة تقدر بقدرها. قال العز ابن عبد السلام في كتابه قواعد الأحكام: ما أحل إلا لضرورة أو حاجة يقدر بقدرها ويزال بزوالها. اهـ.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني