الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التمسك بالظاهر وعدم رمي الغير بغير بينة

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فضيلة الشيخ بارك الله فيكم وفي أمثالكم.. وجزاكم الله خيراً على ما تقومون به جعل الله ذلك في موازين أعمالكم... سؤالي: احترت ولا أدري ماذا أفعل ولزمت الصمت وذلك بسبب إمام مسجد وفي نفس الوقت هو مدرّس في مدرسة حكومية تخصص قرآن كريم وتربية إسلامية، القصة: نحن لا نعلم إلا الظاهر ولا نحكم إلا عليه, لكن.. أنا مهندس كمبيوتر وحصل أن أعطاني جهازه لأصلحه وأصلحته لكن عثرت في قسم وملف مقاطع والعياذ بالله -مقاطع خليعة جنسية- ولم أستطع مواجهته بالأمر بل أعطيته تلميحات وإيحاءات على أن مثل تلك الأعمال مشينة والتي قد تحصل من بعض الأولاد -كتورية- فعليكم أئمة المساجد التنبيه وزرع مراقبة الله في نفوس الأطفال والشباب, وكأنه علم أنه هو المقصود بالتلميح, ففوجئت بالمقاطعة من قبله وعدم السلام علي إذا صادف وإن تقابلنا والسعي لتشويه صورتي أمام البعض خاصة من يأتون بأجهزة عندي لإصلاحها -وحسبي الله عليه- حتى أنه يمنع البعض من المجيء بأجهزتهم نحوي ولا أدري ماذا يقول لهم أحببت أن آتي له بالنصيحة عن طريق شخص آخر بأن يتحرى عدم وجود مثل تلك الأشياء على جهازه وأن الإمام كل فعل خطأ محسوب عليه بل ويشمل الأئمة والدعاة وهذا الشخص -يعمل عامل خدمات في ثانوية- صديق له, فقال لي هذا الشخص أي عامل الخدمات: إني قد أصدم إذا عرفت أشياء أخرى عنه فقلت ما هي قال (إنه يحاولني على أن اطّلع على أشياء والعياذ بالله مثل ما ذكر من مقاطع بل ليس هكذا فحسب بل قد تركت مجالسته مع الستر عليه لأنه قد أتاني هو ومدرس آخر معه -ذكر لي اسمه وعرفت عنه أنه ليس من أهل الاستقامة- وأغراني بأنه سيوفر لي كافة ما أحتاجه وأنه سيعطيني جوالا معيّنا هديّة مقابل أن أمهد له الطريق وأحاول بطريقتي جذب شاب في الثانوية– لأن الطالب كان وسيما جداً وهو جار لي كذلك- وإيقاعه في اللواط والعياذ بالله بحيث إذا أوقعته يصبح صيداً سهلا له وللمدرّس صاحبه)، فعن نفسي لم أصدّق كلامه لأن ذلك الشخص إمام مسجد رغم عدم ارتياحي له غير أنني لم أصدق ما قال والآخر مدرس لكن معروف بعدم استقامته وميوله إلى تلك الأشياء والمخالفات، فأقسم لي عامل الخدمات بالأيمان المغلظة أن هذا الشخص -إمام المسجد- حصل منه ما حصل وحاول الضغط بأساليب شتى للإيقاع بالطالب ويحاول الآن بطرق أخرى الله أعلم بها, وحلف عامل الخدمات لي بأن ما حكى صحيح ومستعد، في أي وقت ولو أمام محكمة أو نيابة للإدلاء بما عنده والقسم ولو على كتاب الله بأن ما قاله صحيح, لكن اعتزمت الصبر والصمت أنا وإياه لعدم وجود الشهداء, ولعدم معرفتنا كيف نتصرف, وحكى لي أن بعض الطلبة في المسجد يلاحظون بعض التصرفات الغريبة من إمام المسجد كتدقيق النظر في الأولاد المردان وتقديمهم وإيثارهم في المسجد والحلقة بل واللين مع البعض والشدة مع البعض الآخر، مع العلم بأن هذا الإمام يهون للناس خطر الأجهزة الدشوش ويأتي بكل ما ينافي تحريمها ولديه دش في البيت والله الذي لا إله إلا هو أني لم أدعو له إلا بطلب الهداية من الله له ولمن هو على شاكلته, مع تحفظي على عدم الصلاة، خلفه وفعلا لم أصل خلفه منذ أن علمت بما ذكر -وللمعلومية هو متزوج ولديه أولاد- فماذا أفعل وهل أبين لصاحب المسجد والقائم عليه حال الإمام أم أنبه الطالب وإذا نبهت ولي الطالب فقد يطالبني بالدليل, أم كيف أعمل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمن القواعد المقررة والمعلومة في ديننا وهي معلومة للسائل ما عبر عنه بقوله نحن لا نعلم إلا الظاهر ولا نحكم إلا عليه، ويعبر عنها العلماء بقولهم: لنا الظاهر وعلى الله السرائر... فبظاهر الرجل نتمسك ولا نتجاوز ذلك إلا ما خفي عنا علمه، وينبني على ذلك حمله على السلامة وعدم إساءة الظن به، وعدم رميه بغير بينة وما يجب عليك فعله حيال ما ظهر لك وما سمعته عن هذا الرجل هو الستر عليه، ومناصحته بالكلمة الطيبة والأسلوب الحسن، وأما السعي في التوصل إلى حقيقة حاله فلست مأموراً بذلك، بل ربما وقعت في الإثم بالوقوع في غيبته وسوء الظن به وربما التجسس عليه وغير ذلك من الأمور المنهي عنها، ولا بأس بأن تنصح ابن جارك المذكور وتحذره من أصدقاء السوء وكل من يحاول جره إلى أمر محرم بدون ذكر أسماء، فإن ظهر لك بالبينة فساد هذا الرجل وصحة ما ذكر عنه وعدم توبته منه فمن الواجب عليك حينئذ أن تبلغ عنه القائم على المسجد وجهات الاختصاص حتى يكفوا شره عن المسلمين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني