الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يمكن تجنب الكذب باستعمال التورية والمعاريض

السؤال

قد يكون سؤالي تافها ولكنه مهم... كلنا يعلم أن الكذب في عمومه حرام وأنا هنا لا أسأل عن حكمه، ولكن طبائع الناس تختلف, فمثلا أنا عندما أفعل هفوة قد لا تكون حراماً كأن أضيع هاتفي أو يسرق مني، فيسألني أبي عنه فأقول لقد ضاع أو سرق فيغضب وتمر الأيام وقد نختلف في شيء ما فيعيرني بأنه لا خير في, حتى هاتفك لم تستطع المحافظة عليه وتبقى في ذاكرته لسنوات رغم أنه يضيع أشياءه أكثر مني، وأنا عمري 26 سنة وليس جميلا أن يفعل بي هكذا في هذا العمر، مع العلم بأني أنفق على العائلة كلها من مالي الخاص ولا ألتفت إلى نفسي (كالزواج وما إلى ذلك) وذلك واجبي وأنا لا أمنّ ولكن يجب أن يأخذ ذلك في الاعتبار كالوالدين نبرهم لإحسانهم إلينا في الصغر وهو واجب عليهم ويسألون قبل أن نسأل فالمرء يكرم ولو على واجباته والله يجازينا على ما هو فرض علينا أصلاً، ولنبتعد عن أبي قليلا, هناك من الناس أهل لؤم لو صدقتهم في أشياء لجعلوك من نوادر العرب ولقالوا فلان ضائع حبل لا خير فيه مثله مثل أبيه ولو نظرت إليهم لوجدتهم أسوأ حالاً، المهم لو لم أقل الحقيقة كأن أقول مثلا لقد بعته أليس ذلك أفضل، يقولون الصدق ينجي ولكن ليس كل من نصدق معهم يدركون قيمة الصدق، فالسؤال بسيط ولكنه من صلب حياتنا اليومية؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فكما أشرت فإن من المعلوم عند كل مسلم أن الكذب حرام ولا يجوز إلا في حالة الضرورة أو الحاجة التي تنزل منزلتها، كما بينا في الفتوى رقم: 39152، والفتوى رقم: 72604.

وما ذكرت مما تقوم به مع والديك هو عمل تشكر عليه وتؤجر إن شاء الله تعالى، وبخصوص سؤالك فإن بإمكانك أن تتجنب الكذب وإعطاء المعلومة الحقيقية لأبيك إذا كانت تغضبه أو تسبب لك حرجاً وذلك باستعمال التورية والمعاريض، فإن فيها مندوحة عن الكذب وهي سوق الألفاظ العامة التي يفهم والدك أن هاتف لم يضع فتقول مثلاً (هاتفي ليس معي الآن أو ما أشبه ذلك)، وبإمكانك أن تعرف المزيد عن الفرق بين الكذب والتورية في الفتوى رقم: 4512.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني