الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الستر مطلوب ما لم يترتب عليه ضرر

السؤال

لنا منزل في مدينة أخرى نذهب إليه في بعض أوقات السنة ونترك نسخة من المفتاح مع خادم نعرفه منذ أكثر من عشرين عاما ومشهود له بالأمانة. وقبل ذهابي نكلمه لينظف لنا المنزل وأحيانا يرسل ابنته لكبر سنه. ذهبت منذ فترة على غفلة فوجدت ابنته مع رجل في الشقة -لم يثبت الزنا- واعترفت أنها سرقت المفتاح من والدها وطلبت مني الستر عن أهلي وأبيها والناس جميعا. أعرف أهمية ستر المسلمين خصوصا إن لم يكونوا مشهورين بالفسق لكن سكوتي هذا يجعل الأمر كما هو عليه والمفتاح ما زال مع أبيها -تحت يدها- وإن سحبته منه -المفتاح- يجب أن أبرر له ولأهلي. هل أثق في توبتها عن استخدام الشقة, أم آخذ منها المفتاح وأخبر أهلي بالموضوع وأطلب منهم الستر عليها وأعرض بالكلام لوالدها عن أخذي المفتاح... وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فبارك الله فيك لحرصك على الستر على المسلمين، فكما ذكرت أن الستر واجب على المسلم إذا لم يكن مشهوراً بالفسق، وهو من الأخلاق التي يحبها الله، ويحض عليها الشرع، فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: .. مَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. متفق عليه.

لكن إذا كان في الستر ضرر كاستمرار المنكر، فلا ينبغي حينئذ الستر وإنما ينبغي إزالة المنكر ما أمكن ذلك.

فلا تفش أمرها ولا تشعه، ولكن نبه والدها على ضرورة مراقبتها وعدم إلقاء الحبل لها على الغارب، وينبغي ألا تترك المفتاح مع والدها، ويمكنك تغيير القفل وعدم إعطاء المفتاح الجديد له، ويمكن تبرير ذلك لأهلك بحرصك على مزيد من الأمان للبيت، أو نحو ذلك من التعريض دون الكذب الصريح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني