الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم مصاحبة أهل المعاصي

السؤال

بداية أتقدم بالشكر للطاقم الذي أنشأ هذا الموقع وسؤالي كالتالي: أنا شاب عمري 22 سنة أنا لا أمدح نفسي لكن هناك الكثير من الناس من يمدحني حسب أخلاقي وحبي لفعل الخير .لكن لا أقول الكل وإنما أقول جل من هؤلاء الناس أبغضهم في الله على الرغم من أنهم يمدحونني فأنا لا أستطيع أن أنافق ألاحظ فيهم خصالا دنيئة .لا يسيؤون التصرف معي لكن مع الغير وهذا ما يجعلني أبغضهم ومن الخصال الدنيئة التي توجد فيهم كالرياء والحسد وهتك أعراض الآخرين كقول البهتان مثلا وتتبع عورات الناس مع العلم أنهم أدوا فريضة الحج ويترددون كل شهر رمضان على العمرة وفي المساجد دائما هم في الصفوف الأولى .كإضافة هذا البغض الذي أبغضهم فليس هناك من يعرف بأنني أبغضهم في الله إلا الله سبحانه وتعالى. فأنا لم أقل هذا لأي شخص تركته في نفسي إلا أنني أحيانا أتكلم عنهم بصفة مجهولة كأنني أروي قصة حدثت لشخص مجهول . وما أريد معرفته هل يجوز شرعا مصاحبتي لهم على الرغم من بغضي لهم وهل الكلام الذي أتكلمه عنهم بصفة مجهولة جائز أم لا، وماهية النصيحة التي تنصحونني بها ... وأتمنى لكم التوفيق في فعل الخير وأشكركم على هذا الاهتمام وأستسمح إن كنت قد قدمت لكم بعض الإزعاج.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فشكر الله لك وجزاك خيرا، أما عن سؤالك فلا شك أن الحب في الله والبغض في الله من لوازم الإيمان بالله، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله، والمعاداة في الله، والحب في الله، والبغض في الله عز وجل. صحيح الجامع.
وأما عن مصاحبتك لمن تبغضهم في الله، فمادمت تنكر عليهم إذا رأيتهم على معصية، ولا تقرهم على منكر فليس ذلك من المداهنة الممقوتة، وإنما هو من المداراة المطلوبة، وللفائدة تراجع الفتوى رقم: 34950.

وأما عن ذكرك لهم بدون تعيين عند أناس لا يعرفونهم فليس ذلك من الغيبة المحرمة، وإنما الغيبة تكون بتعيين الشخص سواء بذكر اسمه أو وصفه، ويمكنك مراجعة الفتوى رقم: 6082.

وننبه السائل أنه ينبغي للمؤمن أن يتسع قلبه رحمة ورأفة للعصاة، ويرجو لهم الهداية والتوبة، ويستشعر نعمة الله عليه في معافاته من الوقوع فيها، ولا ينافي ذلك إنكاره للمنكر وبغضه للمعصية فإنه لا يكره العاصي لذاته وإنما يكرهه لما تلبس به من المعصية. قال ابن القيم في مشاهد الناس في المعاصي: أن يقيم معاذير الخلائق وتتسع رحمته لهم مع إقامة أمر الله فيهم فيقيم أمر الله فيهم رحمة لهم لا قسوة وفظاظة عليهم. (طريق الهجرتين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني