الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يسألونها عن خصوصياتها فتكذب عليهم

السؤال

يتدخل بعض الناس في خصوصياتي بأسئلة مزعجة يقصدون بها الاطلاع على أشياء تخصني، وإخبارهم بها يضرني ويضر أسرتي وزوجي. أحاول التهرب بحكمة لكنهم يصرون بسؤال آخر أدق مما أضطر للكذب.
وسؤالي هو: هل علي الإثم؟ رغم أنهم هم الذي اضطروني للكذب عليهم.
وماذا أفعل معهم في المرات القادمة؟ مع العلم أن المتدخلين المزعجين أغلبهم أقارب كخالة كبيرة أستحي منها.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالأصل أن للزوجين حياة مستقلة، لا يحق لأحد أن يتدخل فيها إلا بنصح أو مشورة بالمعروف، كما أنه لا ينبغي السؤال عن خصوصيات الغير بدون مصلحة، قال صلى الله عليه وسلم: من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه. رواه الترمذي.

أما عن سؤالك، فإنك قد أخطأت بكذبك على هؤلاء الناس، فإن الكذب محرم ولا يجوز إلا في أحوال لضرورة أو مصلحة لا تتحقق إلا به، مع عدم الإضرار بالغير، وانظري لتفصيل ذلك الفتوى رقم: 39152، والفتوى رقم: 111035.

ولا يلزمك إخبار من يسألك عن خصوصياتك، لكن يمكنك عند الحاجة استعمال التورية والتعريض دون الكذب الصريح، بأن تقولي كلاما يحتمل أكثر من معنى، تقصدين به شيئا واقعا يفهم السائل معنى آخر يريده، مثال ذلك: ما روى عن النخعي أنه كان إذا طلبه أحد قال لأمته: قولي له اطلبه في المسجد أو خرج: أي في وقت غير هذا. وكان الشعبي يخط دائرة ويقول لأمته: ضعي أصبعك فيها وقولي: ما هو هنا، ونحو ذلك. وراجعي الفتوى رقم: 68919.

فإذا تكرر معك سؤال بعضهم عن خصوصياتك، فإذا لم يمكنك التخلص من الجواب فلك التعريض والتورية دون الكذب كما سبق.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني