الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشكوى بحق وغير حق لرد العين والحسد

السؤال

ماذا يقال للذي يكثر الشكوى للناس، ويقول لهم في نفسه المصائب بحق أو بغير حق، بدعوى رد الحسد فيقول: أنا راض بقضاء الله لكني أشكو للناس وأقول ما أقول لأرد العين عني، ويظن الناس أنه ليس عندي خير أو نعمة أحسد عليها، إنما حياتي كلها مصائب؟ مع العلم أن الكلام الذي يقوله بعضه حق، وبعضه مبالغ فيه، وبعضه كذب؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا ينبغي للمسلم أن يكون كثير الشكوى من أمر نزل به حقيقة، وخاصة إذا كان ذلك لمن لا يستطيع أن يزيل عنه ما يشكو منه، ولكن لا مانع شرعا من الشكوى لمن حصل له ما يدعو إليها، ما لم يصل ذلك إلى حد التضجر والتسخط من قدر الله تعالى، وقد بينا الرخصة في ذلك وكراهته في الفتوى رقم: 28045.

وأما من يشكو بغير حق، ويدعي المصائب كذبا، مبررا ذلك بالخوف من حسد الناس؛ فإنه فعل ما لا يجوز له بارتكابه تعمد الكذب الذي هو من كبائر الذنوب، كما هو معلوم عند كل مسلم، وقد خالف قول الله تعالى: وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ {الضحى:11}

والكذب في هذه الحالة لا يدفع العين ولا يقي من الحسد. ومن أراد الوقاية من الحسد فعليه بمداومة الأذكار الشرعية، وخاصة سور الإخلاص والمعوذتين.

وللمزيد انظر الفتويين رقم: 13240، 67597 وما أحيل عليه فيهما.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني