الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم التجسس على الأب بغرض إصلاحه

السؤال

سؤالي لو سمحتم .. لي صديقة أبوها يخون أمها برسائل نصية مع امرأة. هل يجوز لها أن تتبع مصدر هذه الرسائل، وتتبع جوال أبيها لتعرف هل هذه العلاقة منقطعة أو مستمرة وبطرق أخرى .. بحيث إنها تعرف كل المعلومات عن هذه العلاقة وتحاول التصرف مع هذا الموضوع وتحله بدون ما أحد يعرف يعني هل يعتبر هذا تجسسا؟ مع أن فعلها ليس للأذية أو مجرد تتبع. هي تبغي تحل الموضوع بدون علم أمها. وهل يوجد رقم هيئة ممكن تعطيها الرقم الذي يراسله أبوها ويتصرفون هم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالتجسس حرام؛ لقوله سبحانه: وَلا تَجَسَّسُوا {الحجرات: 12}، ولقوله – صلى الله عليه وسلم – فيما رواه البخاري ومسلم: ولا تجسسوا، ولا تحسسوا، ولا تباغضوا، وكونوا إخوانا. وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 100107.

وعلى ذلك فلا يجوز لصديقتك هذه أن تتبع عورات أبيها، ولا أن تطلع على خصوصياته دون إذنه. ولا شك أن رسائله على الهاتف من جملة خصوصياته فلا يجوز لها أن تطلع عليها.

لكن ما دامت أنها قد علمت ذلك فعليها أن تقدم النصح لوالدها وتوصيه بتقوى الله وطاعته، فإن فعلت ذلك فقد أدت ما عليها، ثم بعد ذلك إن نما إلى علمها دون تجسس ولا تحسس أن والدها ما زال على هذه العلاقة غير المشروعة، ولم ينتصح بنصيحتها فإن لها أن تخبر من تعلم أو يغلب على ظنها أنه قادر على منعه من هذا المنكر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني