الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الكذب لدفع العين والحسد

السؤال

سئلت يوما عن راتبي فأجبت برقم غير صحيح، نظرا لضعف راتب السائل، وخوفا من الحسد. سؤالى هو: هل الخوف من الحسد ينافى الإيمان بالله وبقدره خيره وشره، مع العلم أنى لم أكن مصرا على أن أكذب، وخرجت مني بسرعة ودون تفكير فى عاقبتها؟
يغفر الله لي ولكم ولأمة الإسلام أجمعين الأحياء منهم والأموات.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الخوف الطبيعي الذي يجده الشخص في نفسه ولا يحمله على ترك الواجب، أو فعل المحرم، والأخذ بالأسباب، لا يتنافى مع الإيمان.

وأما الخوف الزائد الذي يجعل الإنسان يخاف هذا الشخص خوفا يجعله يعتقد أنه يمكن أن يصيبه بما يشاء من عين، أو حسد، أو مرض، أو فقر، بقدرته ومشيئته. فهذا الذي يتنافى مع الإيمان، وصاحبه مشرك والعياذ بالله تعالى، وسبق بيان أنواع الخوف وأدلتها في الفتويين: 2649، 112069. فنرجوا أن تطلع عليهما للمزيد من الفائدة .

ثم لتعلم أن الكذب حرام كما هو معلوم بالضرورة عند كل مسلم، دل على ذلك الكتاب والسنة وإجماع الأمة، وهو من أفحش الذنوب وأقبح العيوب، وإن كان العلماء قد رخصوا فيه في بعض الحالات تراجع في جواب سابق برقم: 7432 ؛ فإنه قد لا يدفع العين والحسد وإنما يدفعان بمداومة الأذكار الشرعية، والتحصينات النبوية، وقراءة القرآن، وغير ذلك من الأعمال الصالحة التي وردت في كتب الأذكار.

وكان بإمكانك أن تستعمل المعاريض والتورية ففيهما مندوحة عن الكذب، فلك إذا خشيت من شيء أن تعرِّض تعريضاً يخرجك من الوقوع فيما تخاف منه، ولا تكون به كاذباً. وانظر الفتوى: 29954 .

وعلى كل فإن عليك أن تتقي الله تعالى وتتوب إليه ؛ فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني