الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الكذب على المديرين بشأن حضور الموظفين وغيابهم

السؤال

ما حكم من كذب علي مديره في العمل بعد ما سأله عن زميل له غائب أو خارج. وأخبره بغير الحقيقة علما بأن الالتزام في العمل عندنا هنا غير موجود نهائيا إما أن تجامل الموظفين الذين هم زملاء لك في العمل وتكذب علي المدراء، وأمام الله، وإما أن يصفوك بأنك لا تحفظ سرا، وليست فيك ثقة ولارجولة وغيره وغيره، وعندها سيقاطعك الجميع ولن يحترمك أحد، ولن يحبك أحد.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالأصل حرمة الكذب؛ لورود الأدلة القاطعة بتحريمه، قال الله تعالى: فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ {آل عمران:61} وقال النبي صلى الله عليه وسلم: عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا. رواه البخاري ومسلم واللفظ له.

وليس فيما ذكر في السؤال ضرورة أو حاجة ماسة تجيز الكذب. أما الخوف من عدم محبة الناس ونحو ذلك، فقلوب العباد بيد الله يقلبها كيف يشاء. وإذا أخلص الإنسان في أفعاله ابتغاء مرضات الله رضي الله عنه وكفاه مؤنة الناس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس. رواه الترمذي وصححه الألباني.

فعلى الإنسان تقديم مرضات الله مع إحسان المعاملة مع الخلق. قال عليه الصلاة والسلام: اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن. رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح وحسنه الألباني.

فعلى الشخص المذكور أن يتوب إلى الله مما فعله. وراجع لمزيد الفائدة الفتاوى أرقام: 43408، 75813، 74465، 96512.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني