الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

ما هي أمهات الأخلاق؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد تباينت عبارات العلماء عن أمهات الأخلاق وأصولها: فقال أبو حامد الغزالي في إحياء علوم الدين: أمهات الأخلاق وأصولها أربعة: الحكمة والشجاعة والعفة والعدل.

ومن أهل العلم من يبدل الحكمة بالصبر، ولا شك أن الحكمة تستلزم الصبر.

ومنهم من يبدل الحكمة بالاعتدال، والعفة بالأمانة. ولا شك أن الاعتدال من الحكمة، وأن العفة والأمانة متلازمتان.

وتوضيحا لما سبق نقول: إن الصبر والحكمة يحملان الإنسان على الاحتمال، وكظم الغيظ، وإماطة الأذى، والحلم والأناة والرفق وعدم الطيش والعجلة.

والعفة تحمل الإنسان على اجتناب الرذائل والقبيح من القول والفعل، وتحمله على الحياء وهو ركن كل خير، وتمنعه من الفحش والبخل والكذب والغيبة والنميمة.

والشجاعة تحمل الإنسان على عزة النفس وإيثار معالي الأخلاق والشيم، وعلى البذل والندي الذي هو شجاعة النفس وقوتها على إخراج المحبوب ومفارقته، وتحمله على كظم الغيظ والحلم، فالإنسان بقوة نفسه وشجاعتها يمسك عنانها ويكبحها بلجامها عن السطو والبطش، كما قال النبي صلي الله عليه وسلم: ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب. متفق عليه. وهذه هي حقيقة الشجاعة، وهي ملكة يقتدر بها على ضبط نفسه، وإصلاح خصمه.

والعدل يحمل الإنسان على اعتدال أخلاقه، وتوسطه بين الإفراط والتفريط، فيحمله على خلق الجود والسخاء الذي هو توسط بين الإمساك والتقتير، وعلى خلق الحياء الذي هو توسط بين الذلة والقحة، وعلى خلق الشجاعة الذي هو توسط بين الجبن والتهور، وعلى خلق الحلم الذي هو توسط بين الغضب والمهانة، والتوسط منشأ جميع الأخلاق الفاضلة الأربعة.

أما ابن حجر في فتح الباري فجعل أمهات الأخلاق الشجاعة والجود والحكمة. وذلك عند شرحه لحديث أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وأشجع الناس وأجود الناس.

وأما ابن حزم فقال في الأخلاق والسير: أصول الفضائل كلها أربعة عنها تتركب كل فضيلة، وهي العدل والفهم والنجدة والجود. أصول الرذائل كلها أربعة عنها تتركب كل رذيلة، وهي أضداد الذي ذكرنا وهي الجور والجهل والجبن والشح. اهـ

وهناك أقوال أخرى لأهل العلم لا يسع المقام لذكرها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني