الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كتابة اسم المؤلف على الكتاب.. رؤية شرعية

السؤال

هل تعتبر كتابة اسم المؤلف على ما يؤلف من كتب نوعا من الرياء، خاصة أن في القلب نوعا من الرضا عن العمل والتوقع للمزايا المالية المترتبة على بيع الكتاب المؤلف؟ ألا يمكن أن يقال لصاحبه: ألفت ليقال مؤلف؟ وفقنا الله وإياكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فيتعين على المسلم أن يحرص على الإخلاص لله تعالى في جميع أموره، وأن يحمل نفسه على البعد عن الرياء، ثم إن الرياء عرفه أهل العلم بمراعاة الخلق في الأعمال رغبة في تحصيل منفعة منهم، أو مدح، أو سلامة من ضر أو ذم، كما قال محمد مولود في المطهرة:

وشمر إن أن أخذت في دواء * عاقد ألوية ذي الأدواء

أعني الرياء أحد البوائق * إيقاع قربة لغير الخالق

بل طلبا لنفع أو لحمد * من خلقه أو اتقاء الضر

وأما كتابة اسم المؤلف على الكتاب فلا تضر إذا كان المؤلف ألف الكتاب مخلصاً، فإن معرفة الناظر في الكتاب لمن ألفه تدعو للثقة به إذا كان المؤلف معروفاً لديه بالعلم واتباع السنة، كما أن معرفة كون المؤلف مبتدعاً أو جاهلاً، أو مجهولاً تدعو لعدم الثقة بالكتاب، ومما يدل على أنه لا حرج في كتابة اسم المؤلف أن أهل العلم المتقدمين كتب كثير منهم اسمه في بداية كتابه؛ كما فعل ابن أبي زيد، وخليل، وابن مالك، والعمريطي، ومحمد مولود وغيرهم. ولم نعلم أن أحداً من أهل العلم أنكر ذلك عليهم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني