الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وفاء المسلم بعهده مع الكافرين

السؤال

هل الحصول على الجنسية أو الإقامة الأجنبية يعتبر عقد أمان بينه وبينهم، وهل فيه خلاف بين العلماء؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن من المعلوم أن الدول لا تعطي تأشيرة زيارة ولا سياحة إلا بعد توقيع الزائر على الالتزام بالقوانين، ومن آكد ذلك عدم الاعتداء على الآخرين، ولا شك أن من تعهد بشيء يتعين عليه الوفاء بتعهده والتزامه، فالمؤمن إذاعاهد وفى، كما قال الله تعالى: وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ.. {البقرة:177}، وقال: وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ... {النحل:91}، وفي حديث الصحيحين في صفات المنافقين: أربع من كن فيه منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا أؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر.

وبناء عليه، فتوقيع المسلم على تعهد ما مع الكفار يعتبر عقداً يجب عليه الوفاء به والالتزام به، ففي الحديث عن حذيفة رضي الله عنه قال: ما منعنا أن نشهد بدراً إلا أني وأبي أقبلنا نريد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذتنا كفار قريش فقالوا أنكم تريدون محمداً فقلنا ما نريده إنما نريد المدينة فأخذوا علينا عهد الله وميثاقه لتصيرون إلى المدينة ولا تقاتلوا مع محمد صلى الله عليه وسلم فلما جاوزناهم أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرنا له ما قالوا وما قلنا لهم فما ترى، فقال: نستعين الله عليهم ونفى بعهدهم فانطلقنا إلى المدينة فذاك الذي منعنا أن نشهد بدراً. رواه الحاكم في المستدرك وصححه ووافقه الذهبي.

فليحرص المسلم على هذه الأخلاق المثالية، وليقرأ هدي السلف، وليبتعد عن كل ما يشوش صورة الإسلام في أذهان غير المسلمين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني