الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الجمع بين الكذب والغش تنافي النصيحة للمؤمنين

السؤال

طلب من مديري المباشر رأيه كتابة في موضوع أهمية التخصص الذي أبتغي الابتعاث من أجله، فأفاد بأنه لا يرى مبررا للابتعاث، ولا حاجة لهم بأخصائي وطني . علما بأن مختبرنا منذ افتتاحه منذ عشرين سنة لا وجود لمختص فيه وطني . المدير المباشر برر فعلته بأنه مفروض عليه من قبل إداري أرفع منه . هل يعد ما فعله من قبيل شهادة الزور كونه مؤتمنا على قول الحقيقة، فكذب مما أدى إلى ضياع حق لموظف !! أفتوني مأجورين.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كان ما فعله هذا المدير يتنافى مع الحقيقة الواقعة، فإنه يجمع بين الكذب والغش وعدم النصيحة لأخيه المسلم ولأمته ومجتمعه.. وهي أمور قبيحة طبعا ومحرمة شرعا كما هو معلوم بالضرورة عند كل مسلم، فالكذب محرم تحريماً شديداً وهو ينافي الصدق الذي هو أساس الإيمان، ولذلك لا يطبع عليه مؤمن حقاً، وإنما هو من صفات المنافقين. فقد روى مالك في الموطأ أنه قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أيكون المؤمن جباناً؟ فقال: نعم. فقيل له: أيكون المؤمن بخيلا؟ً فقال: نعم. فقيل له: أيكون المؤمن كذاباً؟ فقال: لا. وقال صلى الله عليه وسلم.. وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا. رواه البخاري وغيره، وقال صلى الله عليه وسلم: ومن غشنا فليس منا. رواه مسلم. وقال صلى الله عليه وسلم: الدين النصيحة. قلنا لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم. رواه مسلم.

ولذلك فإننا ننصح هذا النوع من الناس بتقوى الله تعالى، والتوبة من هذه الأخلاق الذميمة، والسعي في نفع المسلمين والرفق بمن ولاهم الله تعالى عليهم، وننقل لهم دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به. رواه مسلم.

فينبغي أن تطلع مسؤولك على هذه الفتوى وليطلع هو عليها مسؤوله الذي هو أرفع منه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني