الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وعد زوجته بأن لا أتزوج عليها ويصعب عليه الالتزام بذلك

السؤال

بعد زواجي كنت وعدت زوجتي بأن لا أتزوج عليها وبعد ذلك ندمت أشد الندم على ذلك الوعد لأني أرى أنه من الصعب علي الالتزام بذلك الوعد فهل أكون آثما إذا تزوجت عليها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالوفاء بالوعد وإن كان لا يأثم بتركه عند جمهور العلماء، لكنه يستحب استحبابا أكيدا، وتركه مكروه كراهة شديدة. فقد قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ {الصف:3،2}

ومدح الله نبيه إسماعيل فقال: إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا {مريم:54} وعدَّ النبي صلى الله عليه وسلم إخلاف الوعد من خصال النفاق فقال: آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ. متفق عليه.

وقد سبق بيان ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 12729 ، 51099 ، 98715.

وعلى ذلك فإن كنت تتضرر بعدم الزواج الثاني فلا بأس عليك أن تتزوج، واجتهد في إقناع زوجتك بهذا الأمر وإرضائها حتى تستقر بكما الحياة.

هذا إذا كان الوعد من قِبلك، أما إذا كانت زوجتك قد اشترطت عليك ذلك قبل العقد وقبلت هذا الشرط، فالراجح من قولي العلماء صحة هذا الشرط ولزوم الوفاء به، كما سبق بيانه في الفتويين: 73227 ، 35434.

وراجع لمزيد الفائدة الفتوى: 21915

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني