الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إخلاف الوعد من صفات المنافقين

السؤال

كنت قد وعدت زوجتي الثانية لو نجحت في دراستها سآخذها للعمرة، وقد نجحت، ولكن هناك مشكلات كثيرة بيني وبينها، ولا أظن أنني يمكن أن أتحملها أو تتحملني كل مدة السفر، فالخلاف بيننا دائم وشديد جدا، ولا يكاد يكون هناك تفاهم. أنا أصبر عليها من أجل الأولاد. هل لي أن أتحلل من وعدي هذا بأي طريقة؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد بينا حكم الوعد وأقوال أهل العلم في الوفاء به، وأنه مستحب عند الجمهور، وذلك في الفتوى رقم: 17057، ومع ذلك فإن على المسلم أن يحرص على التمسك بصفات المسلم الصادق وأخلاق الإسلام الفاضلة، ومن أهمها الوفاء، فقد أمر الله تعالى عباده المؤمنين بالوفاء بالعهد فقال تعالى: وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً {الإسراء: 34}.

ومدح أنبياءه بصدق الوعد فقال تعالى: وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا {مريم: 54}. كما حذر النبي- صلى الله عليه وسلم- من إخلاف الوعد وقال إنه من صفات المنافقين الذميمة فقال: أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من نفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر. متفق عليه.

ولذلك ينبغي لك أن تفي لزوجتك بما وعدتها به، وربما كان في ذلك خير كثير لكما، فقد يكون السفر سببا لحصول الوفاق والألفة وإزالة الحواجز النفسية ونسيان المشاكل، وخاصة إذا كان سفرعبادة، ولذلك ننصحك بالوفاء لزوجتك إذا لم يكن في ذلك مشقة زائدة يصعب تحملها، أو مانع غير ما ذكر، فقلما يسلم بيت من مثل هذه المشاكل. وللمزيد من الفائدة انظر الفتوى رقم: 77213.

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني