الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم ترك الأعمال الصالحة لعدم وجود نية

السؤال

هل يجوز ترك عمل صالح لعدم وجود نية له وإن كان هذا العمل فرضا مثل الصلاة ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يجوز لمسلم أن يترك عملا صالحا كالصلاة أو غيرها من الفروض لعدم وجود نية له، بل هذه من وساوس الشيطان ليصد المسلم عن العمل، ولذا كان العلماء إذا عرض لهم الشيطان ليصدهم عن العبادة بهذه الوساوس أرغموه وغاظوه وزادوا في عبادتهم؛ ولهذا قال الحارث بن قيس رضي الله عنه: إذا أتاك الشيطان وأنت تصلي فقال إنك ترائي فزدها طولا. تلبيس إبليس لابن الجوزي.

فجاهد نفسك للاستقامة على الفرائض، والإتيان بالعبادة وبالنية التي تناسب هذا العمل، واعلم أن العمل الصالح لابد أن يتوفر فيه شرطان:

الأول: المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم فيكون العمل وفق سنته.

الثاني: الإخلاص لله، كما قال تعالى: فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً. {الكهف: 110}. وانظر الفتوى رقم: 14005. ففيها تفصيل هذين الشرطين، والفتوى رقم: 7515. ففيها بيان كيف يمكن إخلاص النية والحفاظ على ذلك الإخلاص.

ونذكرك بقول الفضيل بن عياض رحمه الله: ترك العمل لأجل الناس رياء، والعمل لأجلهم شرك، والإخلاص: الخلاص من هذين. وفي رواية عنه: والإخلاص: أن يعافيك الله منهما.

وقد بينا في الفتوى رقم: 23080. أنه لا يجوز ترك الصلاة خوفاً من الرياء، فراجعها.

والله أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني