الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التفكير في محاسن النساء.. رؤية شرعية أخلاقية

السؤال

أنا شاب غير متزوج ولا أستطيع الزواج لعدم قدرتي المادية على الزواج إلا بعد خمس سنوات على الأقل وأسرح بفكري في الحب الطاهر العفيف البعيد عن الدنس، وأحببت فتاة وأفكر فيها مع استحضاري لصورتها مع أنني لا أفكر فيها إلا بكل خير وحب بعيد عن التخيلات الجنسية من قبلات وأحضان، مع العلم أنني ملتزم ـ والحمد لله ـ بواجبي الشرعي أمام الله ورسوله، فهل ذلك التخيل والفكر حرام شرعا؟ أم أنه حلال؟ وأرجو النصيحة من سيادتكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن تفكيرك بالأجنبية يتعين البعد عنه ولا سيما إذا اشتمل على استحضار صورتها أو كانت صورتها أمامك فعلاً، وقد نص أهل العلم على حرمة التفكر في محاسن النساء الأجنبيات، فقد ذكر ابن حجر في الفتح عند شرح حديث البخاري: لا تباشر المرأة المرأة فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها. في الحكمة من هذا النهي خشية الافتتان بالموصوفة، وقال صاحب المطهرة:

الفكر فيما ليس يعني إنما * يحرم حيث كان فيما حرما

كالفكر في محاسن الأجانب * وعورات المسلمين الغيب.

وبهذا يعلم أن التفكير في محاسن النساء محرم ولو لم يكن هناك تفكير في الأمورالجنسية ويتأكد الأمر إذا كان عندك صورة لمن تفكر بها، وعليه فننصحك بالحرص على البدار بالزواج حتى تعف نفسك ولا تربط نفسك بامرأة معينة، واستعن بالله في تيسير أمرك وإذا جاء الوقت الذي تصير جاهزاً فيه للزواج فابحث عن ذات الدين والخلق الحسن وتزوجها وأيقن قبل ذلك أن من استعف عن الحرام سيعينه الله على تحصيل العفة، وأن من تزوج ليعف نفسه سيساعده الله على مؤنة النكاح، فقد قال الله تعالى: وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ {النور:33}.

وقال تعالى: وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ {النور:32}.

وفي الحديث: ثلاثة حق على الله عونهم.. وذكر منهم: الناكح يريد العفاف. رواه النسائي.

وأكثر من الصوم والدعاء وأعمر أوقات فراغك بما ينفع من تعلم أو عمل صالح وتفكر في نعم الله عليك وفي أحوال أهل الآخرة، وراجع في ذلك الفتاوى رقامها: 72497، 11450، 106207.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني