الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من فوائد وثمار الدعاء

السؤال

هل يمكننا القول بأن ثواب الدعاء ـ إذا تحققت شروطه وآدابه وانتفت موانعه ـ هو ثواب مضاعف؟
1ـ مرة ثواب محض على اعتبار الدعاء هو من أعظم العبادات والقربات إلى الله تعالى.
2ـ ومرة أخرى بتحقق المراد من الدعاء أو ادخاره ليوم القيامة أو دفع بلاء مثله ـ حسب الحديث الشريف ـ أي بعبارة أخرى إذا استجاب الله الدعاء أو ادخره للآخرة، هل يبقى للداعي ثواب آخر هو أجر وثواب العبادة؟ أم أن الأمر ينقضي بانقضاء الإجابة؟ مع التفويض الكامل لله تعالى ورجاء كرمه العظيم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد سبق بيان فضل الدعاء وآدابه وأسباب إجابته وبعض الأحكام المتعلقة به وأنه أساس العبادة، وانظر الفتويين رقم: 69140، ورقم: 119608 ، وما أحيل عليه فيهما.

وما ذكرته من أن الدعاء من أعظم العبادات وأفضل القربات وأنه إذا لم يتحقق لصاحبه في الدنيا، فإن ثوابه مدخر له في الآخرة صحيح وسبق بيانه في الفتاوى المشار إليها وعلى ذلك، فإن فائدة الدعاء لا تقتصرعلى إجابته عاجلا وقضاء حاجة العبد في الدنيا، وإنما تشمل أيضا الثواب عليه في حد ذاته كعبادة لله تعالى ـ بغض النظرعن الإجابة أوعدمها.

والذي يظهر هو أنه إذا لم تتم استجابته في الدنيا ولم يدفع من البلاء ما كان دفعه أفضل له مما دعا به، فإنه يثاب عليه من جهتين: جهة: حصول ثواب الدعاء، وجهة: ما يحصله من مقابل ما دعا به مما هو مدخر له في الآخرة، وإما إن يستجيب له فحصل على ما دعا به أو دفع عنه به شر، فالظاهر هو أنه سيحصل في الآخرة على ثواب الدعاء فقط لكونه عبادة في ذاته.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني