الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تنزيل البيانات الإباحية من حاسوب صديقك محرم من وجوه

السؤال

في أحد الأيام جلست مع صديقي في أحد المقاهي وطلب مني نسخ بعض البيانات من حاسوبي إلى قرص صلب كان يحمله وعندما وصلت القرص بالحاسب وجدت فيه بعض البيانات الإباحية فقمت بنسخها دون علمه، فهل يعد ذلك سرقة؟ وما السبيل لزوال هذا الذنب؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما فعلته من تنزيل تلك البيانات الإباحية محرم من وجوه: أولها: أنه لا يجوز لك تنزيل تلك البيانات ومشاهدتها ولو رضي صاحب القرص بذلك.

وثانيها: أنه لا يجوز لك أن تطلع على ما في قرص صاحبك من بيانات دون إذنه، لأنه قد ائتمنك، وكان الأولى لك أن تحذف تلك البيانات بعد ما اطلعت عليها ـ إن لم يكن في ذلك ضرر عليك ـ لأنه من تغيير المنكر كما ثبت في صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان.

وفي رواية: وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل.

فإن لم تستطع حذفها نصحت صاحبك وبينت له حرمتها وضررها.

ـ أما وقد كان ما كان ـ فالواجب عليك الآن هو حذف تلك البيانات من جهازك والندم عليها والعزم أن لا تعود إلى مثل ذلك وتكثر من الاستغفار والأعمال الصالحة فالحسنات يذهبن السيئات.

وإذا استطعت نصح صاحبك ببيان حرمة مشاهدة الأفلام الإباحية والصور الخليغة وغيرها فذلك من حقه عليك، فعن تميم الداري ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الدين النصيحة، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المؤمنين وعامتهم.

وهو حديث صحيح. رواه مسلم في صحيحه.

وللمزيد انظر: 3605، 107962 17992، 55277.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني