الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مسائل في الأسماء المشتركة التي تطلق على الله وعلى غيره

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه
سيدي، هل الكلمات التي تصف شيئا أو شخصا بصفة تحمل اسما من أسماء الله الحسنى لكن لا نعني بها الله عز وجل مثل : القصر الكبير (الكبير من أسماء الله) ، وكيل الملك (الملك من أسماء الله)، الوكيل العام للملك (الوكيل من أسماء الله)، أو نجد في ختام رسالة : السيد فلان (السيد من أسماء الله)، والسلام (السلام من أسماء الله)، والكلمات التي وردت في القرآن الكريم مثل المغرب (اسم البلد) أجدها في كثير من المنتجات. هل لهذه الكلمات حرمة؟ وأسماء الصحابة كخالد بن الوليد، هل لها حرمة؟ حيث إنني أجدها أمامي كثيرا. وجزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فحرمة أسماء الله إنما تثبت للأسماء المختصة به سبحانه وتعالى، مثل: الخالق، والرحمن ونحوها، أما الأسماء والصفات المشتركة التي تطلق عليه سبحانه وعلى غيره من خلقه، مثل: الكبير والوكيل والسلام ونحوها، فلا تثبت لها الحرمة إلا إذا كان المقصود بها الله سبحانه وتعالى.

جاء في الغرر البهية في شرح البهجة الوردية: ومن قضى الحاجة من بول أو غائط أي: من أراد قضاءها في بناء أو فضاء فليجتنب أدبا قرآننا واسم الإله تعالى واسم النبي صلى الله عليه وسلم، قال في الكفاية تبعا للإمام: وكل اسم معظم إكراما لذلك، ولأنه عليه الصلاة والسلام كان إذا دخل الخلاء نزع خاتمه. رواه الترمذي وابن حبان والحاكم وصححوه. وكان نقش خاتمه ثلاثة أسطر محمد سطر، ورسول سطر، والله سطر. رواه ابن حبان عن أنس...، ولعل المراد الأسماء المختصة به تعالى وبرسوله مثلا دون ما لا يختص كعزيز، وكريم، ومحمد، وأحمد إذا لم يكن ما يشعر بأنه المراد. نبه عليه النووي في تنقيحه. وينبغي اجتنابه أيضا إذا لم يكن ما يشعر بأنه المراد، ولكن قصده به. اهـ. مع الحذف.

وجاء في نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج نقلا عن شرح العباب: ألا ترى أن اسم المعظم إذا أريد به غيره صار غير معظم. اهـ.

وعلى ذلك فالكلمات الواردة في السؤال قد قرنت في سياقها بما يفيد أن المقصود بها بعض الناس، وليس الله عز وجل.

وكذلك الكلمات المشتركة التي ذكرت في القرآن وفي غيره، فإنما تثبت لها حرمة القرآن في سياق آياته باعتبارها بعضا من آياته، أما حينما تذكر في غيره فلا تثبت لها حرمته، لأنها لا تكون قرآنا حينئذ، ولا تكتب بقصد أنها جزء من آية. وانظر الفتوى رقم: 55639.

وأما أسماء الصحابة وغيرهم فلم نجد دليلا واضحا على حرمتها.

وقال ابن قاسم الشهاب العبادي: قوله: وكل اسم معظم يدخل في الاسم المعظم أسماء الملائكة وهل يدخل فيه أسماء نحو الصحابة ؟ فيه نظر قوله: وكل اسم معظم إن شمل أسماء الملائكة مطلقا فليشمل أسماء الصحابة، لأنهم أفضل من عوامهم، بل قضية ذلك شمول أسماء الصالحين غير الصحابة. وقد يفرق بين الملائكة وغيرهم وإن كانوا أفضل.

وعلى كل حال فالأولى عدم إهانتها ما تيسر ذلك، لاسيما باعتبار حرمة الحروف العربية، وقد سبق الكلام عنها في الفتويين: 107062، 71667.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني