الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى شرك المحبة وحكمه

السؤال

أنا أحب التفكير في قصص أكتبها, ومرة استيقظت صباحا وأجلت قول الأذكار إلى حين انتهائي من تفكيري
هل يعد هذا من شرك المحبة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فليس ما ذكرته السائلة من شرك المحبة والعياذ بالله، بل هو من تقديم المفضول أو المباح على الفاضل، والمستحب والأولى هو المبادرة إلى فعل الخيرات والمسارعة إليها كما قال تعالى: وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ. {آل عمران:133} .

ولعل حاجتك لتقييد أفكارك قبل أن تذهب هو سبب ما فعلته، ولزيادة البيان نوضح ما المقصود بشرك المحبة، حتى يطمئن قلبك فنقول: المحبة قسمان: مشتركة وخاصة .

القسم الأول: المشتركة، وهي ثلاثة أنواع:

أحدهما: محبة طبيعية كمحبة الجائع للطعام.

الثاني: محبة رحمة وإشفاق كمحبة الوالد لولده.

الثالث: محبة أنس وألف، كمحبة الشريك لشريكه والصديق لصديقه.

وهذه الثلاثة لا تستلزم التعظيم، لذا لا يكون وجودها شركا، لكن ينبغي أن تكون المحبة الخاصة مقدمة عليها.

الثاني: المحبة الخاصة: وهي محبة العبودية المستلزمة للذل، والخضوع، والتعظيم، وكمال الطاعة، وإيثار المحبوب على غيره، وهذه المحبة لا يجوز تعلقها بغير الله، ومتى أحب العبد بها غيره كان شركا، قال تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ. {البقرة: 165}.

قال الإمام ابن القيم في تفسير هذه الآية: أخبر تعالى أن من أحب من دون الله شيئا كما يحب الله تعالى فهو ممن اتخذ من دون الله أندادا. التفسيرالقيم. اهـ من مجلة البحوث الإسلامية .

فالمراد إذن بشرك المحبة: محبة العبودية المستلزمة للإجلال والتعظيم والذل والخضوع التي لا تنبغي إلا لله وحده لا شريك له، ومتى صرف العبد هذه المحبة لغير الله فقد أشرك به الشرك الأكبر. اهـ من كتاب أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة لنخبة من العلماء.

وحب القصص المباحة من أنواع المحبة المشتركة التي سبق أن وجودها لا يكون شركا، لكن ينبغي أن لا تكون مانعة من تحقيق ما هو أنفع للعبد عند الله تعالى من الأعمال الصالحة أو مقدمة عليه، وراجعي في أنواع الشرك الفتوى رقم: 7386، وفي حكم تأليف وقراءة القصص الخيالية الفتوى رقم: 13278.

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني