الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم حفر اسم صديقة على اليد

السؤال

أنا مدرسة للمرحلة الإعدادية ولاحظت تفشي ظاهرة استعمال الموس ـ السكين ـ بين الطالبات وحفر اسم صديقة الواحدة منهن على يدها، وأود معرفة الحكم لأنصحهن.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمن المؤسف انتشار تلك الظاهرة ومثيلاتها من العادات التافهة التي تنبئ عن خواء فكري وروحي لدى فاعليها، وإلا، فإن الفتاة المسلمة الجادة ينبغي أن يكون همها الأكبر وما يشغف قلبها هو إرضاء ربها والتقرب إليه.

وبالنسبة للحكم الفقهي لهذه الظاهرة فنقول: إن كان أثر الاسم سيظل باقيا على اليد بصفة دائمة، فهذا محرم لأنه من تغيير خلق الله، وهي نفس العلة التي حرم لأجلها الوشم وغيره، فعن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال: لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله تعالى، ما لي لا ألعن من لعن النبي صلى الله عليه وسلم وهو في كتاب الله: وما آتاكم الرسول فخذوه. متفق عليه.

وهذه الفعل المذكور يشارك الوشم في علة التحريم، فهو ـ إذن ـ محرم

أما إن كان أثر ذلك يزول ولا يبقى: فلا يبعد أن يقال بتحريمه ـ أيضا ـ لما فيه من اعتداء على البشرة وإدمائها بدون مصلحة شرعية معتبرة، وإذا اقترن بذلك تشبه بالكافرات أوالفاسقات فحينئذ يكون محرما قطعا، لعموم قوله عليه الصلاة والسلام: من تشبه بقوم فهو منهم. رواه أبو داود، وصححه الألباني.

وكذلك إذا أدى إلى انشغال القلب بصاحبة الاسم وخشي من ذلك الوقوع في العشق، فإنه يحرم ـ أيضا ـ سدا للذرائع المفضية إلى الحرام، فالوسائل لها أحكام المقاصد، وما كان وسيلة إلى حرام فهو حرام.

ونوصيك بنصح الطالبات وتوجيههن إلى ما ينفعهن في أمر دينهن ودنياهن، حتى ينشأن على الصراط السوي المستقيم ويبتعدن عن سبل الضلال.

وانظري لمزيد الفائدة الفتويين رقم: 117820، ورقم: 8424.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني