الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التشبه المحمود والتشبه المذموم

السؤال

أنا فتاة أحب كل شيء يتعلق بدولة اليابان، أتعلم لغتهم وأتعلم طريقة أكلهم وأحب دولتهم ولبسهم فقط، أمي تقول إن هذا الشي حرام إنك إذا تشبهت بقوم فأنت منهم لأنهم ملحدون. هل كلام أمي صحيح وأنا لم أقلدهم بشيء حرام طمئنوني؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فينبغي أن يوجه حبك إلى بعض الصفات الجيدة التي يتميز بها هذا الشعب كشغفه بالعلوم والتكنلوجيا.

أما ما ذكرتيه فهو انحراف ويؤدي إلى مفاسد دينية وخلقية فكما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: أن المشابهة في الظاهر تورث نوع مودة ومحبة وموالاة في الباطن، كما أن المحبة في الباطن تورث المشابهة في الظاهر وهذا أمر يشهد به الحس والتجربة. اقتضاء الصراط المستقيم.

وقال: فالمشابهة والمشاكلة في الأمور الظاهرة توجب مشابهة ومشاكلة في الأمور الباطنة على وجه المسارقة والتدريج الخفي. اقتضاء الصراط المستقيم.

ثم إن الأخطر من ذلك هو ما تجدينه في نفسك من محبة لهم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: المرء مع من أحب. رواه البخاري ومسلم.

قال في تحفة الأحوذي: أي يحشر مع محبوبه، ويكون رفيقا لمطلوبه... وظاهر الحديث العموم الشامل للصالح والطالح، ويؤيده حديث: المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل. اهـ مع الحذف.

وللطبراني عنه صلى الله عليه وسلم قال: أوثق عرى الإيمان: الموالاة في الله، والمعاداة في الله، والحب في الله، والبغض في الله عز وجل.

وكما يحب العبد المؤمنين الصالحين، واجب عليه كذلك أن يبغض الكافرين وأهل الفجور والمعاصي، كل بحسبه.

فننصح السائلة أن تعمر قلبها بحب الله جل جلاله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم، وحب زوجاته وبناته وسائر أصحابه رضوان الله عليهم، وحب التابعين لهم بإحسان من أهل الخير والصلاح، فهؤلاء أهل للحب والتشبه بهم. وكما قيل:

فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح.

كما ننصحها بالاعتزاز بدينها الحنيف، الذي ساد به المسلمون العالم عندما كانوا متمسكين به.

والمطلوب من المسلمين في شأن التقدم العلمي الذي وصل إليه غيرهم أن يكونوا في مقدمة الركب وأن يسعوا ليمسكوا بناصية العلوم وهذا لا يكون بحب لباس القوم وطريقة أكلهم ونحو ذلك، فاليابانيون لم يصلوا إلى ما وصولوا إليه من التقدم العلمي لأنهم يأكلون بطريقة معينة أو يلبسون لبسا خاصا. وراجعي الفتوى رقم: 46650، والفتوى رقم: 121281وما أحيل عليه فيها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني