الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف تسلك في زمرة الذاكرين الله كثيرا والذاكرات

السؤال

أحاول أن أكون من الذاكرين الله كثيراً، وكم أتمنى أن أكون كذلك، فألزمت نفسي بأكثر من 13 ألف ذكر يومياً مع قراءة جزء قرآن أو أكثر، لكن بسبب الأذكار الكثيرة أصبحت أنعزل عن الناس لكي أستطيع إكمال أذكاري عدا تعب النفس بسبب كثرتها، فهل أنا على صواب؟ أرجوكم انصحوني وإن لم أكن كذلك ماذا أفعل، وجزاكم الله ألف خير، وجمعنا وإياكم في جنة الفردوس مع نبينا صلى الله عليه وسلم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فأولاً: نسأل الله تعالى أن يعلي همتك ويزيدك جداً ونشاطاً في العبادة، وننبه إلى أنه ينبغي للذاكر أن يراعي الإتيان بالقدر الذي يتيسر له دون أن يضجره أو يشغله عما هو أولى، فهذا أحرى بأن يستمر على عبادته ويداوم عليها، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: يا أيها الناس خذوا من الأعمال ما تطيقون، فإن الله لا يمل حتى تملوا، وإن أحب الأعمال إلى الله ما دام وإن قل. متفق عليه.

ثانياً: ينبغي للذاكر أن يحرص على الالتزام بالأذكار النبوية الثابتة فهي جديرة بالتزامها والمواظبة عليها، وقد سبق بيان بعض الأذكار النبوية اليومية في الفتوى رقم: 121948 وما أحيل عليه فيها.

ثالثاً: الأذكار المشروعة قسمان: مطلقة ومقيدة... فالذكر المطلق بأن تذكر الله على كل حال، قائماً وقاعداً وعلى جنب، قال الله تعالى: الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ.. {آل عمران:191}، وخرج مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه.

وأما الذكر المقيد فهو ما قيد بزمن مثل: الذكر أدبار الصلوات، والذكر عند دخول المسجد وعند الخروج منه، وأذكار الصباح والمساء.... وغير ذلك، فما جاء في الشرع مقيداً بوقت معين أو زمن معين، فينبغي تحري ذلك والالتزام به، أما ما شرع مطلقاً من الأذكار كالتسبيح والاستغفار ونحوه سائر اليوم فلا يشرع فيه التزام وقت معين أو عدد معين على اعتبار ذلك سنة، أو أن لهذا الوقت أو ذلك العدد فضلاً خاصاً، أما إذا لم يُعتقد شيء من ذلك فليس هنالك حرج في الإكثار. وانظر الفتوى رقم: 93442، والفتوى رقم: 118092.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني