الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الكرم مع المسلم والكافر

السؤال

هل يثاب المرء على الكرم؟ هل الوضع سيان في إكرام المسلم والكافر؟ وأرجو إرفاق أدلة إن وجد.
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الكرم يثاب عليه، فهو من الأعمال التي يحب الله أهلها كما في الحديث: إن الله تعالى جواد يحب الجود. رواه البيهقي وصححه الألباني. وفي رواية: إن الله كريم يحب الكرم. رواها الحاكم وعبد الرزاق وصححه الألباني. يضاف لهذا عموم ما ورد في الكتاب والسنة من الترغيب في الإنفاق وقل كتاب من كتب الترغيب إلا بوب عليه ويبين عظيم ثوابه، ويستوي في هذا الإنفاق على المسلمين والكفار لعموم حديث: في كل كبد رطبة أجر.

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبذل للكفار الأموال الطائلة رغبة في هدايتهم، وفي حديث مسلم عن أنس قال: ماسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا إلا أعطاه، ولقد جاءه رجل فأعطاه غنما يين جبلين، فرجع إلى قومه فقال يا قوم أسلموا؛ فإن محمدا يعطي عطاء من لا يخشى الفقر.

وفي صحيح مسلم أنه صلى الله عليه وسلم ضافه ضيف وهو كافر فأمر له رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاة فحلب فشرب حلابها، ثم أخرى فشربه، ثم أخرى فشربه حتى شرب حلاب سبع شياه، ثم إنه أصبح فأسلم فأمر له رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاة فشرب حلابها، ثم أمر بأخرى فلم يستتمها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المؤمن يشرب في معى واحد، والكافر يشرب في سبعة أمعاء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني