الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل نسبة المرء نفسه لأهل السنة والجماعة تعد تزكية للنفس

السؤال

هل يعد القول - بأني من أهل السنة والجماعة أو من الفرقة الناجية - تزكية للنفس على الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن تزكية النفس المنهي عنها هي مدحها والثناء عليها وتبرئتها من العيب، قال الطبري في قوله تعالى: (فلا تزكوا أنفسكم): يقول جل ثناؤه: فلا تشهدوا لأنفسكم بأنها زكية بريئة من الذنوب والمعاصي اهـ.

وقال البغوي: لا تبرئوها عن الآثام، ولا تمدحوها بحسن أعمالها اهـ.

وقال ابن كثير: أي تمدحوها وتشكروها وتمنوا بأعمالكم اهـ.

وقال السعدي: أي: تخبرون الناس بطهارتها على وجه التمدح اهـ.

وسبق لنا في الفتوى رقم: 73631أن معناها: لا تمدحوها وتشكروها وتمنوا بأعمالكم وبطهارة أنفسكم من المعاصي والرذائل.

ولا يخفى أن نسبة المرء نفسه إلى أهل السنة والجماعة ليست من هذا الباب، وإنما يراد بها إظهار الاعتقاد الصحيح وبيانه مع إنكار ما يخالفه. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: لا عيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه واعتزى إليه، بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق؛ فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقا، فإن كان موافقا له باطنا وظاهرا فهو بمنزلة المؤمن الذي هو على الحق باطنا وظاهرا. وإن كان موافقا له في الظاهر فقط دون الباطن فهو بمنزلة المنافق. فتقبل منه علانيته وتوكل سريرته إلى الله، فإنا لم نؤمر أن ننقب عن قلوب الناس ولا نشق بطونهم اهـ.

وراجع في بيان الفرقة الناجية الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 22612، 60906، 77988.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني