الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كتابة وقراءة عبارات الذكر هل يؤجر عليها المرء في كل حال

السؤال

ينتشر في الآونة الأخيرة الكثير من الرسائل والإيميلات التي فيها تسبيح أو ذكر ، فالإنسان يقرأ تلك الرسالة ويكون فيها تسبيح لله، فالإنسان يقرأ تلك التسبيحات دون أن يعلم ما فيها، فيقال له قد أخذت حسنات، فهل يؤجر الإنسان أثناء قراءة ذكر لا يقصد قراءته؟أعطيكم مثالا توضيحيا :............(واحد ماشى في الشارع عادي جدا وهو ماش لقي جدارا قدامه مكتوبا عليه ((سبحان الله ولا حول ولا قوة إلا بالله))
تعرف أنه لما وقف وقرأها نال من عند الله 240حسنة وحتى الذي كاتبها نال من عند الله240حسنة وأنا الذي أرسلتها نلت من عند الله 240حسنة وأنت الذي قاعد مكانك نلت من عندالله240 حسنة فأرسلها لأصحابك تنال من عند الله 240حسنة عن كل شخص يقرؤها).......... هل يؤجر أم لا ؟ وما حكم أيضا قول قد أخذت مئة حسنة أو مئتين؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فكل عمل صالح يحتسبه المسلم يؤجر عليه، ويكفي في حصول الاحتساب أن يكون الدافع للعمل هو طلب ثواب الله، والقصد من ورائه امتثال أمره تعالى، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 120085.

وحصول أصل الاحتساب يكفي صاحبه لتحصيل ثواب الطاعة كاملا وإن كان جاهلاً بفضائلها تفصيلا، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 64233.

وعلى ذلك فكتابة أو قراءة عبارات الذكر إن احتسب فاعلها فهو مأجور بلا إشكال، ويبقى ما يقع من ذلك دون احتساب محل نظر، والذي يظهر أن صاحبه مأجور أيضا، وإن كان دون الأول في الأجر بلا شك.

قال ابن حجر في (الفتح): أفاد العز بن عبد السلام أن النية إنما تشترط في العبادة التي لا تتميز بنفسها، وأما ما يتميز بنفسه فإنه ينصرف بصورته إلى ما وضع له، كالأذكار والأدعية والتلاوة؛ لأنها لا تتردد بين العبادة والعادة. ولا يخفى أن ذلك إنما هو بالنظر إلى أصل الوضع، أما ما حدث فيه عرف كالتسبيح للتعجب فلا، ومع ذلك فلو قصد بالذكر القربة إلى الله تعالى لكان أكثر ثوابا، ومن ثم قال الغزالي: حركة اللسان بالذكر مع الغفلة عنه تحصل الثواب؛ لأنه خير من حركة اللسان بالغيبة، بل هو خير من السكوت مطلقا، أي المجرد عن التفكر. قال: وإنما هو ناقص بالنسبة إلى عمل القلب انتهى. ويؤيده قوله صلى الله عليه وسلم: "في بضع أحدكم صدقة". ثم قال في الجواب عن قولهم: أيأتي أحدنا شهوته ويؤجر؟: "أرأيت لو وضعها في حرام اهـ.

هذا في حصول أصل الأجر، وأما قدره فيحتاج تعيينه إلى دليل، كما لا يخفى، ولا نعلم دليلا في تقدير ثواب كلمة: (سبحان الله ولا حول ولا قوة إلا بالله) بمائتين وأربعين حسنة، كما هو مذكور في السؤال. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله اصطفى من الكلام أربعا: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، فمن قال: سبحان الله، كتبت له عشرون حسنة وحطت عنه عشرون سيئة. ومن قال: الله أكبر، فمثل ذلك. ومن قال: لا إله إلا الله، فمثل ذلك. ومن قال: الحمد لله رب العالمين، من قبل نفسه كتبت له ثلاثون حسنة وحطت عنه ثلاثون سيئة. رواه أحمد. وصححه الألباني.

وفي صحيح مسلم عن سعد قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة؟ فسأله سائل من جلسائه: كيف يكسب أحدنا ألف حسنة؟ قال: يسبح مائة تسبيحة فيكتب له ألف حسنة أو يحط عنه ألف خطيئة.

وراجع في فضل الحوقلة الفتوى رقم: 105672.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني