الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضوابط جواز الرد على الساب

السؤال

ماحكم من يسب أخاه بهذا اللفظ الشنيع"أنت كلب"؟ وإن كان ذلك حرام هل يجوز له أن يردّعليه بأخف من هذا اللفظ مثل: كليب.بالتصغير؟ وهل يعتبرهذا الردّ مماثلة أو تجاوز أوتنازل عن بعض الحقوق والعفو أولى؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنه يحرم السب بمثل هو كلب، ولا شك أن عفو من أسيء إليه بالسب أو غيره أفضل؛ لقوله تعالى: وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ. {الشورى:40-43}.

ولو أنه رد عليه بالسب فلا إثم عليه؛ لما في حديث مسلم: المستبان ما قالا فعلى البادئ منهما ما لم يعتد المظلوم.

والرد بمثل قوله هو كليب بالتصغير إن أراد به زيادة التحقير والتصغير فيخاف عليه أن يكون فيه اعتداء وإن إراد به التخفيف للتحقير فلا حرج.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني