الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الكذب لتحصيل أمر محمود

السؤال

هل يجوز الكذب عند إعطاء الصدقة ومساعدة الناس ؟أقصد أن هناك أناسا محتاجون ويأبون أن يأخذوا الصدقة والمساعدة بالذات من الأقارب فذلك يشعرهم بالحرج .. فهل يجوز أن أقول لهم مثلا إن هذا المال هو دين لوالدكم المتوفى وهو الآن لكم. أو أن أتفق مع أي أحد لكي يتصل بهم و يقول لهم قد فزتم بمبلغ معين. هل يجوز هذا ؟ وشكرا لكم .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الكذب محرم في الأصل، وهو سبب للفجور كما في حديث الصحيحين : وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار.

وهؤلاء الأشخاص ينبغي أن يعلموا الحكم الشرعي في قبول ما أعطي للإنسان من غير سؤال ولا إشراف، فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقبول ذلك كما في حديث الصحيحين عن عمر قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيني العطاء فأقول أعطه من هو أفقر إليه مني، فقال: خذه، إذا جاءك من هذا المال شيء وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه وما لا فلا تتبعه نفسك .

وكان صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية كما في حديث البخاري. وفي حالة ما إذا لم يتفهموا الموضوع فينبغي اللجوء للمعاريض والتورية فقد صح عن عمر وعمران بن حصين أنهما قالا : في المعاريض مندوحة عن الكذب. رواه البخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني. وإن لم تتمكنوا من إقناعهم بالمساعدة إلا بالكذب فيجوز الكذب حينئذ كما قال النووي في رياض الصالحين : " كل مقصود محمود يمكن تحصيله بغير الكذب يحرم الكذب فيه وإن لم يمكن تحصيله إلا بالكذب جاز الكذب". ولا يخفى أن قولكم وقد فزتم بكذا يمكن أن يكون من باب المعاريض .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني