الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخبرت صديقتها برغبة زوجها في الزواج ففشل زواجه فهل أثمت

السؤال

رجل فى الخمسينيات من العمر، أراد أن يتزوج على زوجته الأولى (علماً بأن له منها أولادا كبارا فى الجامعات) وكانت التى سيتزوجها أصغر من زوجته، فعلمت بذلك صديقة زوجته، فقامت بإخبار صديقتها (التي هي زوجة الرجل الأولى) بذلك الأمر، فما كان من الزوجة إلا أن تكلمت مع زوجها وبناء على هذا الأمر فسد الموضوع وانتهى.
والسؤال: هل ما فعلته هذه المرأة من إخبار صديقتها ذنب تحاسب عليه خاصة وأنها هى التى تسببت فى إفشال تلك الزيجة من بدايتها، فنرجو الرد لأن تلك المرأة تشعر أنها قد أذنبت وفعلت ما كان ينبغى عليها ألا تفعله، وللعلم ما فعلت هذا الأمر إلا لأنها شعرت أن بيت صديقتها قد يهدم إذا تمت هذه الزيجة، يعنى أنها ما فعلت ذلك إلا من باب المصلحة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالرجل الذي ذكرت حاله يجوز له الزواج من ثانية إذا توفرت لديه الضوابط المبيحة لتعدد الزوجات من القدرة المالية والبدنية مع العدل بين زوجتيه أو زوجاته، كما تقدم في ذلك الفتوى رقم: 116176.

أما إخبار المرأة المذكورة صديقتها بكون زوجها سيتزوج من ثانية، فهذا إن كان الزوج قصد بالتحدث به أن لا يطلع عليه غير الذي حدثه به، فإن ما فعلته المرأة يعد من إفشاء السر، وقد ترتب عليه ضرر للزوج المذكور، وهو فوات التعدد إن كان مباحاً له، وإفشاء السر محرم إذا ترتب عليه ضرر، ففي غذاء الألباب للسفاريني الحنبلي: وفي الرعاية يحرم إفشاء السر المضر. انتهى.

وفي بريقة محمودية للخادمي الحنفي: قال في الإحياء: وإفشاء السر خيانة وهو حرام إذا كان فيه إضرار. انتهى.

لكن لا إثم على المرأة المذكورة فيما حدثت به صديقتها إن كانت جاهلة حرمة ما أقدمت عليه؛ لأن هذا الأمر مما يعذر فيه بالجهل لخفاء حكمه على عامة الناس، وضابط العذر بالجهل سبق بيانه في الفتوى رقم: 19084.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني