الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التمادي في المراء والجدال مذموم

السؤال

لدي سؤال عن جملة تلفظت بها في جدال أنا وأخي عن الرجال والنساء، ولكني لا أذكر اللفظ بالضبط لأنه مر على ذلك زمن طويل، لكن أذكر المعنى، ففي خلال الجدال استشهد لي بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وفي غمرة التوتر أو قل العناد أو الغضب، أجبته أن الرسول لم يقل ذلك على جهل مني بالحديث ربما أو عناد أو غضب أو كزلة لسان، وربما كنت أعلم به وربما خانني التعبير الله أعلم. فهذا ما استطعت تذكره عن الحادثة، وأستغفر الله على ذلك، وبعد أن راجعت كلامي مع نفسي خفت أني قد تقولت على الرسول صلوات الله عليه بقلة أدب أو جهل، فندمت كثيرا، وخفت، فقد تطاولت ولو لحظة غضب، وخفت أن ينطبق علي الحديث الذي يحذر من الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم وتبوأ المقعد من النار، وظللت كل المدة الماضية وأنا أذكر ذلك الأمر، وكل مرة أقول سوف أسأل عن الأمر، لأني رغم حقارتي أحب النبي صلى الله عليه وسلم، وأعلم أنه خير الخلق وكل فضله علينا، فهل ظلمت نفسي بذلك؟ هل ارتكبت كبيرة لا سمح الله؟ هل يلزم علي شيء بعد التوبة؟ أرجوكم أجيبوني، واستغفر الله العظيم أن أتجرأ على نبيه، ولو لم أعلم بالحديث جهلا أو عنادا، فأرجوكم ساعدوني أن أفهم، وأن أستغفر وادعوا لي الله أن يغفر لي إن ظلمت نفسي، ولكم خير الجزاء من الله، وبالغ الشكر، وأنا نادمة على ذلك؟ شكر الله لكم إخواني.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله أن يغفر لنا ولك، ثم اعلمي أنك ما دمت قد تبت مما فعلت فإن الله تعالى يقبل توبتك ويقيل عثرتك على فرض أن ما وقع كان عن عمد منك، وذلك أن الله تعالى يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات، وهو تعالى غفور رحيم، فلا يتعاظمه ذنب أن يغفره، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يلزمك شيء زائد على التوبة النصوح إلى الله تعالى.

ولكننا نحب أن نحذرك من التمادي في المراء والجدال المذموم الذي يحمل على إبطال الحق وإحقاق الباطل، فإن أبغض الناس إلى الله الألد الخصم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، وقد روى أبو داود عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني