الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التكفير عن الغيبة وحكم طلب المسامحة ممن وقع في غيبته

السؤال

هناك موضوع أعجبنى عن كفارة الغيبة فهل هي صحيحة، وهل ما جاء فيه يكفي للتكفير عن الغيبة؟
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما عُرج بي مررت بقومٍ لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم. فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ فقال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم. لا حول ولا قوة إلا بالله!! طيب, وماهو الحل.. كفارة الغيبة هي أن تعتذر للشخص وتطلب منه مسامحتك, وتندم على الذي فعلته، ولكنها صعبه قليلا، يعني سوف تخجل ولن تستطيع أن تواجه أخاك وتقول له سامحني لأني قد اغتبتك في يوم كذا، إذاً ما الحل؟ عنـدي الحل إن شاء الله.. الحل أننا كلنا نسامح بعضنا على كل غيبة أو خطأ صار بيننا سواء عرفنا أو لم نعرفه وماذا تستفيد؟ صدقة تؤجر عليها, وسبب لمغفرة ذنوبك، قال تعالى: وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أُعدت للمتقين, الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين. كيف؟ قل معي: (اللهم إني تصدقت بعِرضي على الناس وعفوت عمن ظلمني فمن شتمني أو ظلمني فهو في حِل)، (اللهم إني سامحت كل من اغتابني أو ذكرني بسوء في غيبتي وأسألك في ذلك الأجر والمغفرة وبلوغ مراتب المحسنين)، أرسلت لك هذه الرسالة, وسامحتك على كل أخطائك وغيبتك لي وأرجو أن تسامحني إن كنت قد أخطأت فى حقك أو اغتبتك فساهم في نشر المحبة والتسامح وأرسلها لكل شخص لتخبره أنك سامحته على اغتيابه لك وترجو أن يكون سامحك على اغتيابك له؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد سبق أن بينا حرمة الغيبة وكيفية تكفيرها، وأن ذلك يكون بالتوبة النصوح إلى الله تعالى المستوفية لشروطها، وأن الأحوط أن يبرأ من حق صاحبها بأن يتحلل منه إن أمكن ذلك، ولم يؤد إلى مفسدة أعظم، انظري مثلاً الفتوى رقم: 36984 وما أحيل عليه فيها.

كما بينا فضل المسامحة والتحلل من الظلامات وما يجوز من ذلك وما لا يجوز في الفتوى رقم: 99127، والفتوى رقم: 52437 وغيرهما.

وملخص ذلك أن المسامحة عن الماضي مشروعة، بخلاف المستقبل فإن المسامحة فيه تعتبر إباحة للغيبة ونحوها، وما جاء في السؤال من الندم والاعتذار لصاحب الحق يعتبر صحيحاً ويكفي للتكفير عن الغيبة إذا سامح صاحب الحق.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني