الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إحسان الظن بالميت هو الأصل

السؤال

فضيلة الشيخ أنا لي أخ قد طلق مرتين، طليقته الأولى كانت من أصل فلسطيني ولم يكن لهما أطفال وكانت منذ زمن طويل حيث كان عنده مشاكل بالإخصاب، وأيضا طلق زوجته الثانية قبل مدة وله منها بنت، وكما قدم للقضاة الأسباب والدلائل أصبح أخي هو الحاضن لهذه البنت ولكنه لم يحرم البنت من أمها حيث كانت تجلس عند أمها فترات طويلة بالأيام والأسابيع، وكان يأخذها كلما أراد رؤيتها وكلما قطعت البنت عنه وطلبت زوجته الثانية الطلاق وكان أخي يحب زوجته كثيراً لكن هذا قدرهما وإن أخي من النوع الحساس جداً وأضيف لكم بأنه تزوجهما عن حب.بعد انفصال أخي عن زوجته الأولى راجع أخي بعض الاطباء النفسيين ، وأعطوه علاجات للاكتئاب وأصبح هذا العلاج إدمانا له لطوال فترات طويلة خصوصاً أنه كان له بعض الأصدقاء الصيادلة والدكاترة وكانوا يعطونه وصفات لهذه العلاجات المهدئه.وبعد طلاقهما بفترة وجدنا أخي متوفى في بيته لوحده منكب على وجهه لوحده في فراشه، وكان مزرقا على الجهه المنصب عليها وكان أنفه ينزف دماً وكانت هنالك حبوب منتثرة على فراشه وهو متوفى. وفي الآونة الاخيرة أذكر بأن أخي كان يصلي معنا لكن كونه في بيت منعزل عنا لم أكن أرى بقية صلواته
وسؤالي الأول هو: ما رأيكم في موته هل هو انتحار وما رأيكم بما عمل وبه شرعاً؟
أنا لي 6 أشهر وأنا أحفظ هذه الأحداث بنفسي حيث قلت لوالدتي بأنه توفي بالسكته القلبية حيث كان هذا فحص الأطباء له قبل دفنه.
أرجوكم طمئنوني أنا خائف على أخي من العذاب أنا لا أزكي على الله سبحانه أحد لكنه جداً طيب مع والديه ومع إخوته ومع أصدقائه ومع كل الناس وحتى زملائه بالعمل وجيرانه.
أرجوكم ادعو له بالعفو والمغفرة.
أثابكم الله كل خير ولم يركم مكروه لمن تحبون

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنا نسأل الله الرحمة والمغفرة لهذا الأخ , وننصحكم بأن تحسنوا الظن به, فإن الموت يأتي بغتة في أحيان كثيرة وليس فيما ذكرته دليل على أنه انتحر . ولو افترض أنه قد حصل منه انتحار , وهو في حال غيبوبته . أو كان مدفوعا إليه بسبب الحالة النفسية التي هو فيها , بحيث لم يكن يستطيع السيطرة على جوارحه فإنه لا يكون مؤاخذا بذلك . وعلى أية حال فينبغي تجنب التحدث في الموضوع مع الناس لئلا يساء الظن به دون بينة, ولئلا يتكلم فيه بغير حق, فهو قد أفضى إلى ما قدم, وقد قال الله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ. (الحجرات:12). وفي حديث الصحيحين : إياكم والظن , فإن الظن أكذب الحديث. وفي الحديث أنه ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم هالك بسوء فقال: لا تذكروا هلكاكم إلا بخير. رواه النسائي وصححه الألباني.

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني