الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مناصحة المسلم لما فيه منفعته ودفع ما فيه مضرته من الدين

السؤال

رأيت أول أمس رجلا في الشارع وقد وقع شيء من جيبه وأنا أقود السيارة، ولكن لم أنبهه على ذلك، علما بأن ضميري يؤنبني على ذلك.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد كان يتعين عليلك أن تنبه هذا الشخص على سقوط ما سقط منه، لأن ذلك من النصيحة للمسلمين، وقد قال صلى الله عليه وسلم: الدين النصيحة، قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم. رواه مسلم.

وقد نص الفقهاء ـ رحمهم الله ـ على وجوب الكلام في المواطن التي يمنع فيها الكلام إذا كان لإنقاذ أعمى، أو تخليص مال به بال، أما وقد فات الأمر فعليك أن تستغفر الله تعالى وينبغي أن تجتهد بعد في مناصحة المسلمين وإرشادهم إلى ما فيه منفعتهم ودفع ما فيه مضرتهم، جاء في شرح مسلم للنووي ـ رحمه الله: وأما نصيحة عامة المسلمين ـ وهم من عدا ولاة الأمر ـ فإرشادهم لمصالحهم في آخرتهم ودنياهم، وكف الأذى عنهم فيعلمهم ما يجهلونه من دينهم، ويعينهم عليه بالقول والفعل، وستر عوراتهم، وسد خلاتهم، ودفع المضار عنهم وجلب المنافع لهم، وأمرهم بالمعروف، ونهيهم عن المنكر برفق وإخلاص، والشفقة عليهم، وتوقير كبيرهم ورحمة صغيرهم، وتخولهم بالموعظة الحسنة، وترك غشهم وحسدهم، وأن يحب لهم ما يحب لنفسه من الخير ويكره لهم ما يكره لنفسه من المكروه، والذب عن أموالهم وأعراضهم، وغير ذلك من أحوالهم بالقول والفعل، وحثهم على التخلق بجميع ما ذكرناه من أنواع النصيحة، وتنشيط همهم إلى الطاعات، وقد كان في السلف ـ رضي الله عنهم ـ من تبلغ به النصيحة إلى الإضرار بدنياه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني